كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 196 """"""
العسكر فقاتلوه ، ثم عادوا ولحقوا مفلحاً ، ووصل مفلح الحديثة فأقام بها أياماً ، وانحدر في أول شهر رمضان إلى سامراً ، فاستولى حينئذ مساور على البلاد ، وقوى أمره واشتدت شوكته .
وفي سنة سبع وخمسين ومائتين خرج على مساور خارجي آخر اسمه طوق من بني زهير ، فاجتمع إليه أربعة آلاف فصار بهم إلى أذرمة ، فحاربه أهلها فدخلها بالسيف ، وأخذ جارية بكراً فافتضها في المسجد ، فجمع الحسن بن أيوب بن أحمد العدوي جمعاً كثيراً فحاربه وقتله ، وأنفذ رأسه إلى ساوراً ، واستمر مساور بتلك النواحي إلى أن مات في سنة ثلاث وستين .
ذكر وفاة مساور وخبر من قام بعده إلى أن قام هارون البجلي
وفي سنة ثلاث وستين ومائتين توفي مساور الشاري ، وكان قد رحل من البوازيج يريد لقاء عسكر قد سار إليه من قبل الخليفة ، فكتب أصحابه إلى محمد بن خرزاد وهو بشهرزور ليولوه أمرهم ، فامتنع وكان كثير العبادة فبايعوا أيوب بن حيان الوارقي البجلي ، فأرسل إليهم محمد بن خرزاد يذكر أنه نظر في أمره فلم يسعه إهمال الأمر ، لأن مساوراً إليهم عهد إليه به ، فقالوا له : قد بايعنا هذا الرجل ولا نغدر به ، فسار إليهم فيمن بايعه فقاتلهم ، فقتل أيوب بن حيان فبايعوا بعده محمد بن عبد الله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام فقتل أيضاً فبايع أصحابه هارون بن عبد الله البجلي ، فكثر اتباعه وعاد عنه خرزاد ، واستولى هارون على بلد الموصل وجبى خراجه .
ذكر محاربة محمد بن خرزاد هارون بن عبد الله وما كان من خبر خرزاد ومقتله واستقلال هارون بالأمر بمفرده
وفي سنة سبع وستين ومائتين كانت الحرب بين محمد بن خرزاد وهارون بن عبد الله ، وذلك أن محمداً جمع أصحابه وسار لحرب هارون ، فنزل واسط وهي قرية من قرى الموصل ، وكان يركب البقر لئلا يفر من القتال ، ويلبس الصوف الغليظ

الصفحة 196