كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
نوح بن أسد فأقر طاهر أخويه يحيى وأحمد على عمله ، وكان أحمد بن أسد عفيفاً عن المطاعم الدنية حسن السيرة ، لا يقبل رشاً ، ففيه يقول الشاعر :
ثوى ثلاثين حولا ولايته . . . فجاع يوم ثوى في قبره حشمه
وقيل إن هذا الشاعر إنما قيل في ابنه نصر .
وأما إلياس فإنه أقام بهراة إلى أن مات ، فأقر عبد الله بن طاهر ابنه أبا إسحاق محمد بن إلياس على عمله بهراة ، وكان لأحمد بن أسد سبعة بنين وهم : نصر وأبو يوسف يعقوب وأبو زكريا يحيى وأبو الأشعث أسد وإسماعيل وإسحاق وأبو غانم حميد ، فلما توفي أحمد بن أسد استخلف ابنه نصرا على أعماله بسمرقند ، فبقي عامل عليها إلى آخر الأيام الطاهرية وبعدها إلى أن مضى لسبيله ، وكان إسماعيل بن أحمد يخدم أخاه نصرا ، فولاه بخارى في سنة إحدى وستين ومائتين ، فهذا ابتداء أمرهم على سبيل الاختصار .
وهذه الولاية هي أول ولاية كانت لملوك هذه الدولة ولأهل هذا البيت من قبل الخليفة ، ففي هذه السنة كان ابتداء دولتهم ، وأول من استقل منهم بالولاية نصر هذا في هذا التاريخ ، وكان قبل ذلك يلي الأعمال من قبل عمال خراسان ، قال : ثم وقع - خلاف - بين نصر وأخيه إسماعيل مرة بعد أخرى حتى أفضى ذلك إلى الحرب بينهما ، فتحاربا في خمس وسبعين ومائتين ، فظفر إسماعيل بأخيه نصر فلما جيء به إليه ترجل إسماعيل له ، وقبّل يده ورده إلى موضعه بسمرقند ، وتصرف في النيابة عنه ببخاري وصلح ما بينهما ، وكان إسماعيل خيراً يحب أهل العلم والدين ويكرمهم ، وببركتهم دام الملك في عقبة من بعده .
حكي عن أبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد هذا قال : كنت بسمرقند فجلست للمظالم وجلس أخي إسحاق إلى جانبي ، فدخل أبو عبد الله محمد بن نصر الفقيه الشافعي فقمت له إجلالاً لعلمه ودينة ، فلما خرج عاتبني أخي وقال : أنت أمير خراسان

الصفحة 201