كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
يدخل عليك رجل من رعيتك فتقوم له فتذهب السياسة بهذا قال إسماعيل فبت في تلك الليلة فرأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، كأني واقف أنا وأخي إسحاق ، فأقبل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأخذ بعضدي وقال لي : يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر ، ثم التفت إلى إسحاق وقال : ذهب ملكك وملك بنيك باستخفافك بمحمد ابن نصر .
ذكر وفاة نصر وقيام أخيه إسماعيل
وفي سنة تسع وسبعين ومائتين توفي نصر بن أحمد ، وكانت مدة استقلاله بالأمر ثماني عشرة سنة تقريباً ، وكان دينا عاقلاً حسن الشعر ، ولما مات قام مقامه في أعماله بما وراء النهر أخوه إسماعيل ابن أحمد .
وفي سنة ثمانين ومائتين غزا إسماعيل بلاد الترك ، وافتتح مدينة ملكهم وأسر أباه وامرأته خاتون ونحوا من عشرة آلاف ، وقتل منهم خلقاً وأصاب من الدواب ما لا يعلم عدده ، وأصاب الفارس من الغنيمة ألف درهم .
ذكر ملك إسماعيل خراسان
وفي سنة سبع وثمانين ملك خراسان من عمرو بن الليث الصفار ، وسبب ذلك أن عمرا كان قد أرسل إلى الخليفة المعتضد بالله يطلب منه أن يوليه ما وراء النهر ، فوجه إليه الخلع واللواء بذلك ، وكان هو إذ ذاك بنيسابور ، فوجه لمحاربة إسماعيل محمد بن بشير - وكان صاحبه وخليفته - وعشرة من قواده ، فتوجهوا إلى آمل فعبر إليهم إسماعيل نهر جيحون ، والتقوا فهزمهم وقتل محمد بن بشير في نحو سنة آلاف رجل ، وبلغ المنهزمون إلى عمرو بنيسابور وعاد إسماعيل إلى بخاري ، فتجهز عمرو لقصده وسار من بينسابور نحو بلخ ، فراسله إسماعيل يستعطفه ويقول : إن ولايتك قد اتسعت ولك دنيا عريضة ، وأنه ليس بيدي إلا ما وراء النهر ، وأنا في ثغر فاقنع بما في يدك واتركني ، فأبى عمرو إلا قتاله ، فذكر أصحاب عمرو له شدة العبور إلى نهر بلخ ، فقال : لو شئت أن أسكره ببدر الأموال لفعلت ، وسار إسماعيل نحوه وعبر النهر إلى الجانب الغربي ، ونزل عمرو بلخ وأخذ إسماعيل عليه النواحي لكثرة جيوشه ، فبقي

الصفحة 202