كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 203 """"""
عمرو كالمحاصر فطلب المحاجزة فأبى إسماعيل ، والتقوا واقتتلوا فلم يكن بينهم كبير قتال حتى ولى عمرو هارباً ، ومر بأجمة في طريقه فقبل له إنها أقرب الطرق فقصدها في نفر يسير وقال لعامة من معه : اسلكوا الطريق الواضح ، ودخل الأجمة فوحل به فرسه ومضى من معه ، فجاء أصحاب إسماعيل فأخذوه أسيراً ، فسيره إسماعيل إلى سمرقند ، فلما وصل الخبر إلى المعتضد ذم عمراً ومدح إسماعيل ، وقال : ثم خيره إسماعيل بين المقام عنده أو إنفاذه إلى المعتضد فاختار التوجه إلى الخليفة فسيره إليه ، كانت هذه الوقعة في شهر ربيع الأول من السنة .
وأرسل الخليفة المعتضد بالله إلى إسماعيل الخلع ، وولاه ما كان بيد عمرو وخلع على نائبه بالحضرة وهو المعروف بالمرزباني ، فاستولى إسماعيل على خراسان وصارت بيده .
ذكر ملكة طبرستان
وفي سنة سبع وثمانين أيضاً ملك إسماعيل طبرستان من محمد بن زيد العلوي ، وسبب ذلك أنه سار لقصد خراسان ، ظناً منه أن إسماعيل لا يتجاوز ما وراء النهر ، فبعث إليه ينهاه عن التعرض إليها وترك له جرجان فامتنع من ذلك ، فندب إسماعيل لقتاله محمد بن هارون فالتقوا واقتتلوا على باب جرجان ، فانجلت الحرب عن انهزام العلوي بعد أن جرح عدة جراحات وأسر ابنه زيد بن محمد ، وحمل إلى إسماعيل فأكرمه وأحسن ، وسار محمد بن هارون إلى طبرستان وملكها ، وتولاها من قبل إسماعيل .
ثم استولى محمد بن هارون على الري في شهر رجب سنة تسع وثمانين بعد أن خلع طاعة إسماعيل ، وكان أهل الري قد كاتبوه في تسليمها إليه ، فسار إليهم فحاربه واليها وهو اكرتمش التركي ، فقتله محمد وقتل ابنيه وأخاه كيغلغ وهو من قواد الخليفة .
ذكر القبض على محمد بن هارون ووفاته
وفي سنة تسعين ومائتين أنفذ المكتفى بالله عهداً إلى إسماعيل بولاية الري ، فسار إليها ففارقها ابن هارون إلى قزوين ثم عاد إلى طبرستان ، واستعمل ، إسماعيل

الصفحة 203