كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 205 """"""
وتسعين فأطلقه وأعاده إلى سمرقند وفرغاته ، قال : ولما قبض على عمه عبر إلى خراسان ، فلما ورد نيسابور هرب بارس الكبير من جرجان إلى بغداد خوفاً منه ، كان لخوفه منه أسباب منها : أن الأمير إسماعيل كان قد استعمل ابنه أحمد على جرجان - ولما أخذها من محمد بن زيد - ثم عزله عنها ، واستعمل عليها بارس الكبير ، فاجتمع عند بارس أموال عظيمة من خراج الري وطبرستان ، فحملها إلى إسماعيل فلما سارت عنه بلغه وفاة إسماعيل فردها وأخذها ، فلما قاربه أحمد خافه فكتب إلى المكتفي بالله يستأذنه في المصير ، فأذن له فسار إلى بغداد في أربعة آلاف فارس ، فوصل إليها بعد وفاة المكتفي وولاية المقتدر ، فأعجب المقتدر فسيره إلى بني حمدان بعسكره وولاه ديار ربيعة ، فخافه أصحاب الخليفة أن يتقدم عليهم ، فدسوا عليه غلاماً له فسمه فمات بالموصل ، واستولى غلامه على أمواله وتزوج بامرأته .
ذكر استيلاء أحمد بن إسماعيل على سجستان
وفي شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومائتين استولى على سجستان ، وذلك أنه لما استتب ملكه واستقرت قواعده سار في سنة سبع وتسعين ومائتين إلى الري ، وكان مسكنه ببخارى ثم سار إلى هراة ، فسير منها جيشاً في المحرم سنة ثمان وتسعين إلى سجستان وعدة من قواده ، واستعمل عليهم الحسين بن علي المروروزي ، وكان بسجستان المعدل بن علي بن الليث الصفار ، وهو صاحبها ، فسير المعدل أخاه أبا علي محمد إلى بست ليجني أموالها ، فسار الأمير أحمد إليه ببست وحاربه ، وأخذه أسيراً وعاد به إلى هراة ، وتوجه الحسين إلى سجستان وحصر المعدل ، فلما بلغه أن أخاه أسر ، صالح الحسين واستأمن له ، واستولى الحسين على سجستان ، واستعل عليها الأمير أحمد أبا منصور بن إسحاق - وهو ابن عنه - وعاد الحسين ومعه المعدل إلى بخارى ، وقال : ولما استولى على سجستان سار سبكرى من فارس إليها على طريق المفازة ، فسير إليه أحمد جيشاً فأخذوه أسيراً واستولى على عسكره ، وكتب الأمير أحمد بذلك إلى المقتدر بالله فشكره ، وأمره أن يحمل السبكرى ومحمد ابن علي بن الليث إلى بغداد ، فسيرهما فأدخلا مشهورين على فيلين ، وأعاد المقتدر رسل أحمد بالتحف والهدايا .

الصفحة 205