كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 206 """"""
ثم خالف أهل سجستان على الأمير أحمد
في سنة ثلاثمائة ، وسبب ذلك أن محمد بن هرمز المعروف بالمولى الصندلي كان خارجى المذهب ، وأقام ببخارى وهو من أهل سجستان وكان شيخاً كبيراً ، فجاء يوماً إلى الحسين بن علي العارض يطلب رزقه ، فقال له : إن الأصلح لمثلك من الشيوخ أن يلزم رباطاً ، يعبد اله فيه حتى يوافيه أجله ، فغاظه ذلك وانصرف إلى سجستان ، فاستمال جماعة من الخوارج ، وكان رئيسهم محمد بن العباس المعروف بابن الحفار ، ودعا لعمرو بن يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث الصفار ، فقبضوا على منصور بن إسحاق وحبسوه وخطبوا لعمرو وسلموا إليه سجستان ، فلما بلغ الخبر الأمير أحمد سير الجيوش مع الحسين بن علي فحصرها تسعة أشهر ، فصعد يوماً محمد بن هرمز الصندلي إلى السور ، وقال : ما حاجتكم إلى أذى شيخ كبير لا يصلح إلا للزوم رباط ؟ ثم مات الصندلي فاستأمن عمرو بن يعقوب الصفار ولبن الحفار إلى الحسين ، وأطلقوا منصور بن إسحاق ، وكان الحسين يكرم ابن الحفار ويقربه ، فوطأ ابن الحفار جماعة على الفتك بالحسين ، فبلغ الحسين ذلك فقبض عليه وأخذه معه إلى بخارى ، واستعمل أحمد على سجستان سيمجور الدواتي ، فتوجه إلى سجستان واستصحب معه عمرو بن يعقوب وابن الحفار ، فتوفي ابن الحفار .
ذكر مقتل الأمير أحمد وولاية ابنه نصر
وفي سنة إحدى وثلاثمائة خرج الأمير أحمد إلى الصيد ، وكان له أسد يربط على باب مبيته في كل ليلة ، فلما كان في ليلة قتله أغفل الغلمان إحضار الأسد ، فدخل إليه نفر من غلمانه فذبحوه على سريره وذلك في ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة ، فحمل إلى بخارى فدفن بها وقتل بعض أولئك الغلمان ، ولقب بعد موته بالشهيد وكانت مدة ولايته ست سنين وأربعة أشهر وأياماً .
أبو الحسن نصر بن أحمد
وهو الرابع من الملوك السامانية . قال : ولما قتل والده كان عمره ثماني سنين ، فبايعه أصحاب والده وكان القائم ببيعه أحمد بن محمد بن الليث متولي بخارى ،

الصفحة 206