كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
فحمله على عاتقه فقال : أتريدون أن تقتلوني كما فعلتم بأبي ، قالوا : لا وإنما نريد أن نضعك في موضع أبك أميراً ، فسكن روعه ، وبايعوا له ولقب بالسعيد ، فاستصغره الناس وظنوا أن أمره لا ينتظم مع وجود عم أبه - الأمير إسحاق ، وقوته وكونه شيخ السامانية وصاحب سمرقند ، وميل الناس بما وراء النهر إليه وإلى أولاده ، فكان الأمر بخلاف ما ظنه الناس ، وطالت مدته ونافت على ثلاثين سنة .
قال : وتولى تدبير دولته أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني ، فأمضى الأمور وضبط الملكة ، واتفق هو وحشم نصر بن أحمد على تدبير الأمر فأحكموه بالحضرة ، وإنما طمع أصحاب الأطراف في البلاد ، وكان ممن خرج عن طاعته أهل سجستان ، فانصرف عنها سيمجور الدواتي فولاها المقتدر بالله بدراً الكبير .
ذكر خروج إسحاق بن أحمد وابنه إلياس
قال : ولما توفي الأمير أحمد وولى ابنه نصر خالف عليه عم أبيه الأمير إسحاق بن أحمد - وكان يلي سمرقند - وخالف ابنه إلياس ، وقوى أمرهما ، فسارا نحو بخارى فسار إليهم حمويه بن علي في عسكر كثيف ، والتقوا قتالاً شديداً فانهزم إسحاق إلى سمرقند ، وذلك في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ، ثم عاد وجمع مرة ثانية والتقوا فانهزم إسحاق ثانياً ، وتبعه حميه إلى سمرقند فملكها قهراً ، واختفى إسحاق فشدد عليه الطلب وضيق عليه ، فاستأمن إلى حمويه فأمنه وحمله إلى بخارى ، فأقام بها إلى أن مات . وأما ابنه إلياس فسار إلى فرغانة فكان بها إلى أن خرج في سنة ست عشرة .
ذكر مخالفة منصور بن إسحاق
وفي سنة اثنتين وثلاثمائة خالف منصور بن إسحاق بن أحمد ، على الأمير نصر بن أحمد ، ووافقه على ذلك الحسين بن علي المروروذي ومحمد بن حيد ، وكان سبب ذلك أن الحسين لما فتح سجستان في الدفعة الأولى في أيام الأمير أحمد بن إسماعيل طمع أن يتولاها ، فولاها منصور بن إسحاق ، ثم افتتحها ثانياً وظن أنه يتولاها ، فوليها سيمجور على ما قدمناه ، فاستوحش لذلك ونفر خاطره ، وتحدث مع منصور بن إسحاق في الموافقة والتعاضد بعد موت الأمير أحمد ، على أن يكون إمارة خراسان لمنصور ويكون الحسين خليفته ، فلما قتل الأمير أحمد كان منصور بنيسابور والحسين بهراة ، فأظهر الحسين العصيان وسار إلى منصور بنيسابور ، يحثه على ما اتفقا عليه فوافقه منصور ، وأظهر الخلاف وخطب لمنصور بنيسابور ،

الصفحة 207