كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 208 """"""
فتوجه إليهما حمويه بن علي من بخارى في عسكر كثيف ، فاتفق وفاة منصور ، فقيل سمه الحسين ، فلما قاربه حمويه سار الحسين عن نيسابور إلى هراة وأقام بها ، وكان محمد بن حيد يلي مدة بخارى مدة طويلة ، ويسير منها إلى نيسابور في شغل يقوم به ، فوردها ثم عاد منها بغير أمر ، فكتب إليه من بخارى بالإنكار فخاف على نفسه ، فدل عن الطريق إلى الحسين بهراة فقوى به ، وسار إلى نيسابور واستولى عليها ، واستخلف بهراة أخاه منصور ابن علي ، فسير إليه من بخارى أحمد بن سهل لقتاله ، فابتدأ أحمد بهراة فحصرها وأخذها ، واستأمن إليه منصور بن علي ، ثم سار أحمد ابن سهل منها إلى نيسابور ، وكان وصوله إليها في شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة ، فنازل الحسين إلى أن انهزم أصحابه ، فأسره ابن سهل وأقام بنيسابورن وكان ابن حيد بمرو فلما بلغه استيلاء أحمد بن سهل على نيسابور ، وأسره للحسين بن علي سار إليه ، فقبض عليه ابن سهل وأخذ ماله وسواده وسيره والحسين إلى بخارى فحبس الحسين بن علي ببخارى إلى أن خلصه أبو عبد الله الجيهاني ، وسير ابن حيد إلى خوارزم فمات بها ، ثن عاد الحسين بن علي بعد خلاصه إلى خدمة الأمير نصر بن أحمد . قال : ولما ظفر أحمد بن سهل بالحسين أقام بنيسابور واستولى عليها ، وخالف على الأمير نصر وقطع خطبته ، وسار من نيسابور إلى جرجان وبها قراتكين ، فحاربه واستولى عليها وأخرجه عنها ، ثم عاد إلى خراسان واستولى على مرو وبنى عليها سوراً وتحصن بها ، فأرسل الأمير نصر الجيوش مع حمويه بن علي من بخارى ، فوافى مرو الروذ وأقام بنواحيها فلم يخرج إليه أحمد بن سهل ، فلما رأى حمويه أنه لا يخرج إليه وأنه تحصن بمرو شرع في أعماله الحيلة ، وأمر جماعة من أصحابه بمكاتبة أحمد سراً وإظهار الميل إليه ، ودعوه إلى الخروج إليهم ليسلموا حمويه إليه ، فأجابهم إلى ذلك وخرج إليه فالتقوا على مرحلة من مرو الروذ ، في شهر رجب سنة سبع وثلاثمائة ، فانهزم أصحاب أحمد وحارب هو حتى عجزت دابته فنزل عنها ، واستأسر فأخذ أسيراً وأنفذه حمويه إلى بخارى فمات بها في ذي الحجة من السنة في الحبس .

الصفحة 208