كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 209 """"""
ذكر خروج إلياس بن إسحاق بن أسد ثانيا
قد ذكرنا أنه لما انهزم مع أبيه بفرغانة ، فلما كان في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة استعان بمحمد بن الحسين بن مت ، وجمع طائفة من الترك فاجتمع معه ثلاثون ألف عنان ، فقصد سمرقند ، فسير إليه الأمير السعيد أبا عمرو محمد بن أسد في ألفين وخمسمائة رجل ، فمكنوا خارج سمرقند في يوم ورود إلياس إليها ، فاشتغل هو ومن معه بالنزول فخرج عليهم الكمين من بين الشجر ، ووضعوا فيهم السيف فانهزم إلياس وأصحابه ، فوصل إلياس إلى فرغانة ووصل ابن مت إلى طراز ، فقبض عليه دهقان الناحية وقتله وأنفذ رأسه بخارى ، ثم عاد إلياس فأخرج مرة ثالثة ، وأعانه أبو الفضل بن أبي يوسف صاحب الشاش ، فسير إليه السعيد ، محمد بن اليسع فحاربهم ، فانهزم إلياس إلى كاشغر وأسر أبو الفضل وحمل إلى بخارى فمات بها ، وصار إلياس إلى دهقان كاشغر طغانتكين واستقر بها .
ثم ولى محمد بن المظفر فرغانة فرجع إلياس بن إسحاق إليها ، فحاربه فهزمه مرة أخرى فعاد إلى كاشغر ، فكاتبه محمد بن المظفر واستماله ولطف به فحضر إلى بخارى ، فأكرمه السعيد وصاهره فأقام عنده .
ذكر استيلاء السعيد على الري
وفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة كتب المقتدر بالله إلى الأمير السعيد بولاية الري ، وأمره أن يقصدها ويأخذها من غلام يوسف بن أبي الساج فسار إليها واستولى عليها وأخرج فاتك عنها في جمادى الآخرة ، وأقام بها شهرين ، وولى عليها سيمجور الدواني وعاد إلى بخارى ، ثم استعمل عليها محمد بن صعلوك فوصل إليها وأقام بها إلى أوائل شعبان من السنة ، فمرض فكاتب الحسن الداعي وما كان في القدوم عليه ليسلم الري لهما ، فقدما وتسلما الري ، وسار عنها وبلغ الدامغان .

الصفحة 209