كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 210 """"""
ذكر مخالفة جعفر بن أبي جعفر بن أبي داود وعوده
كان جعفر مقيماً بالختل والياً عليها للسامانية ، فبدت منه أمور نسب فيها للتقصير ، فكوتب أبو علي أحمد بن محمد بن المظفر بقصده ، فسار إليه وحاربه وقبض عليه وحمله إلى بخارى ، فحبس بها إلى أن خالف أبو ذكريا على الأمير السعيد فأخرجه وصحبه ، ثم استأذنه في العود إلى ولاية الختل فأذن له ، فسار إليها وتمسك بطاعة الأمير السعيد ، وذلك في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة .
ذكر خروج أبي زكريا وأخويه ببخارى
وفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة خرج أبو زكريا يحيى وأبو صالح منصور وأبو إسحاق إبراهيم - أولاد أحمد بن إسماعيل الساماني ، على أخيهم السعيد نصر بن أحمد ، وكان سبب ذلك أن أخاهم قد حبسهم في القهندز ببخارى ، ووكل بهم من يحفظهم فتخلصوا منه ، وسبب خلاصهم أن رجلاً يعرف بأبي بكر الخباز الأصفهاني كان يقول - إذا جرى ذكر السعيد نصر - : إن له منى طويل البلاء والعناء ، فكان الناس يضحكون منه ، فخرج السعيد إلى نيسابور واستخلف على بخارى أبا العباس الكوسج ، وكانت وظيفة إخوته تحمل إليهم من عند هذا الخباز وهم في السجن ، فسعى لهم مع جماعة من أهل العسكر فأجابوه إلى ذلك ، فأعلمهم بما فعل ، فلما سار السعيد عن بخارى تواعد هؤلاء للاجتماع بباب القهندز في يوم جمعة ، وكان الرسم ألا يفتح باب القهندز في يوم الجمعة إلا بعد العصر ، فلما كان يوم الخميس دخل أبو بكر الخباز إلى القهندز وبات فيه ، وجاء من الغد إلى الباب وأظهر الزهد للبواب ، وسأله أن يفتح له لئلا تفوته صلاة الجمعة وأعطاه خمسة دنانير ، فلما فتح الباب صاح الخباز بمن واعدهم ، فوثبوا بالبواب وقبضوا عليه وخرج إخوة السعيد وجميع من في الحبس من الديلم والعلويين والعيارين ، واجتمعوا إليهم من كان قد وافقهم من العسكر ، ورئيسهم شيروين الجيلي وغيره من القواد ، فعظمت شوكتهم ونهبوا خزائن السعيد ودوره واختص يحيى بن أحمد بأبي بكر الخباز وقربه وقدمه

الصفحة 210