كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
وفي سنة اثنتي وثلاثين وثلاثمائة خالف عبد الله بن أشكام على الأمير نوح ، وامتنع بخوارزم ، فسار نوح من بخاري إلى مرو بسببه وسير إليه جيشاً وجعل عليهم إبراهيم بن بارس ، فمات إبراهيم في الطريق ، وكاتب ابن أشكام ملك الترك واحتمى به وكان الملك الترك ولد عند نوح في اعتقاله ببخاري ، فراسل نوح أباه في إطلاقة ليقبض على ابن أشكام ، فأجاب ملك الترك إلى ذلك ، فلما علم ابن أشكام بذلك عاد إلى الطاعة ، وفارق خوارزم فعفا عنه نوح وأكرمه .
ذكر مخالفة أبي علي بن محتاج على أمير الحميد
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خالف أبو علي بن محتاج على الأمير الحميد نوح ، وسبب ذلك أنه كان قد جهز للمسير إلى الري فأنفذ إليه عارضاً يستعرض العسكر ، فأسقط العارض جماعة منهم وأساء إلى أبي علي ، فنفرت قلوب الجند وساروا وهم كذلك ، وانضاف إلى ذلك أن نوحاً أنفذ معه من يتولى أعماله الديوان ، وجعل إليه الحل والعقد والإطلاق ، بعد أن كن جميع ذلك أيام السعيد لأبي علي ، فازدا قلبه نفور لذلك ، ثم عزله عن خراسان واستعمل عليها إبراهيم بن سيمجور ، ثم إن المتولي أساء إلى الجند في أرزاقهم فنفروا وشكا بعضهم إلى بعض ، وهم إذ ذلك بهمذان ، فاتفق رأيهم على مكاتبة الأمير إبراهيم بن أحمد ، عم الأمير نوح ، وكان كما قدمناه في خدمة الأمير ناصر الدولة بن حمدان بالموصل ، فأظهروا أبا علي على ذلك فنهاهم عنه ، فتواعدوه بالقبض عليه إن خالفهم ، فأجابهم إلى ما طلبوه وكاتبوا إبراهيم ، فحضر إليهم في شهر رمضان في تسعين فارساً وساروا في شوال في خدمته إلى الري ، فلما وصلوا إليها اطلع أبو علي أن أخاه الفضل كتب إلى الأمير نوح بخبره ، فقيض عليه وعلى المتولي الذي أساء إلى الجند ، وسار إلى نيسابور واستخلف نوابه على الجبل والري ، واتصل الخبر بالأمير نوح فسار من بخاري إلى مرو ، وكان الجند قد ضجروا من محمد ابن أحمد الحاكم ، مدبر دولة نوح ، لسوء سيرته فيهم ، فقالوا لنوح : إن الحاكم قد أفسد عليك الأمور بخراسان ، وأحوج أبا علي ابن محتاج إلى العصيان ، وطلبوا تسليمه إليهم وإلا ساروا إلى عمه إبراهيم ، فسلمه إليهم فقتلوه في جمادي الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة .
ولما وصل علي إلى نيسابور كان بها إبراهيم بن سيمجور ومنصور بن قراتكين وغيرهما من القواد ، واستمالهم فمالوا إليه وصاروا معه ، ودخل نيسابور في

الصفحة 213