كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 214 """"""
سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، ثم ظهر له من منصور بن قراتكين ما كرهه فقبض عليه ، ثم سار أبو علي وإبراهيم من نيسابور في شهر ربيع الأول من السنة إلى مرو ، وبها الأمير نوح ، فهرب الفضل أخو أبي علي من حبسه إلى قهستان ، ولما قرب أبو علي مرو انحاز إليه كثيرون من عسكر نوح ، فسار نوح إلى بخاري واستولى أبو علي مرو في جمادي الأول سنة خمس وثلاثين ، وأتاه أكثر أجناد نوح فسار نحو بخاري ، وعبر النهر ففارقهم نوح وسار إلى سمرقند ، ودخلها أبو علي في جمادي الآخرة سنة خمس وثلاثين وخطب فيها لإبراهيم وبايع له ، ثم إن أبا علي اطلع على أن إبراهيم أضمر له شراً ، فسار إلى تركستان وبقي إبراهيم ببخاري ، وفي خلال ذلك أطلق أبو علي ، منصور بن قراتكين ، فسار إلى الأمير نوح ، ثم إن إبراهيم وافق جماعة في السر على أن يخلع نفسه من الأمر ، ويرده إلى ابن أخيه الأمير نوح ، ويكون هو صاحب جيشه ، ويتفق معه على قصد أبي علي ، ودعا إلى ذلك فأجابوه وخرجوا إلى أبي علي ، قد تفرق عنه أصحابه ، فركب إليهم وردهم أقبح رد ، ثم فارق إبراهيم ومن معه بخاري وخرجوا إلى سمرقند إلى خدمة الأمير نوح ، وأظهروا الندم على ما كان منهم فقربهم وقبلهم وعذرهم ، وعاد إلى بخاري في شهر رمضان ، ثم قتل الأمير نوح في تلك الأيام طغان الحاجب ، وسمل عمه إبراهيم وأخويه أبا جعفر محمداً وأحمد ، وعادت الجيوش والعساكر اجتمعت عليه . أما الفضل بن محمد أخو أبي علي فإنه لما هرب من أخيه لحق بقوهستان وجمع جمعاً كثيراً وسار نحو نيسابور ، وبها محمد بن عبد الرزاق من قبل أبي علي ، فخرج إلى الفضل وتحاربا فانهزم الفضل ومعه فارس واحد ، فلحق ببخاري فأكرمه الأمير نوح وأحسن إليه وأقام في خدمته .
ذكر استعمال منصور بن قراتكين على خراسان
قال : ولما عاد الأمير نوح إلى بخاري كان أبو علي بالصغانيان ، وبمرو أبو أحمد محمد بن علي القزويني ، فرأى الأمير نوح أن يجعل منصور بن قراتكين على جيوش خراسان ، فولاه سيره إلى مرو ، وبها أبو أحمد وقد غور المناهل ما بين آمل ومرو ، ووافق أبو علي ثم تخلى عنه ، فسار منصور جريدة في ألفي فارس ، فلم يشعر

الصفحة 214