كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
به إلا وقد نزل بكشماهين ، على خمسة فراسخ من مرو ، فاستقبله أبو أحمد القزويني بالطاعة ، فأكرمه وسيره إلى بخاري بماله وأصحابه ، فأكرمه الأمير نوح وأحسن إليه ، ثم ذكر له ذنوبه وقتله . ثم كانت بعد ذلك حروب بين عسكر الأمير نوح وأبي علي ، استمرت إلى جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، فراسل بعد ذلك في الصلح ؛ وسير أبو علي ابنه عبد الله رهينة فوصل إلى بخاري ، فأمر الأمير نوح باستقباله وأكرمه وأحسن إليه ، وخلع عليه قلنسوة وجعله في ندمائه ، فزال الخلف واستمر أبو علي بالصغانيان إلى سنة أربعين .
ذكر عود أبي علي إلى خراسان
في سنة أربعين أعيد إلى قيادة الجيوش يخراسان ، وذلك بعد وفاة منصور بن قراتكين ، فأرسل إليه الأمير نوح الخلع واللواء ، وأمره بالمسير إلى نيسابور وأقطعه الري ، فسار عن الصغانيان واستخلف مكانه ابنه أبا منصور ، ثم خالف على الأمير نوح في سنة اثنتين وأربعين فعزله ، فكتب إلى ركن الدولة بن بوية في المصير إليه ، فأذن له في ذلك فسار إليه فأكرمه ركن الدولة ، فسأله أن يكتب له عهدا من جهة الخليفة لولاية خراسان ، فأرسل ركن الدولة إلى أخيه معز الدولة في ذلك ، فسير له عهدا بما طلب وسير له نجدة ، فسار أبو علي إلى خراسان واستولى على نيسابور ، وخطب بها - وفيما استولى عليه من خراسان - للمطيع ، ولم يخطب له بها قبل ذلك .
ذكر وفاة الأمير الحميد نوح بن نصر وولاية ابنه عبد الملك
كانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، وكانت مدة ملكه إحدى عشرة سنة وثمانية أشهر ، وكان رحمه الله تعالى حسن السيرة كريم الأخلاق ، ولما مات ملك بعده ولده .

الصفحة 215