كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
ذكر ولاية عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل ابن أحمد وهو السادس من الملوك السامانية
كانت ولاية عبد الملك بما وراء النهر وخراسان بعد وفاة أبيه الأمير نوح بن نصير ، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين .
قال : ولما استقر خاله في الملك وثبت أمره ابتدأ بإرسال بكر ابن مالك من بخاري إلى خراسان ، وولاه قيادة جيوشها ، وأمره بإخراج أبي علي بن محتاج منها وندب معه العساكر ، فسار إلى نيسابور فلما قاربها تفرق عن أبي علي أصحابه وعساكره ، وبقي معه من أصحابه نحو من مائتي رجل ، سوى من كان عنده نجدة من الديلم ، فاضطر إلى الهرب فسار نحو ركن الدولة ، فأنزله معه في الري واستولى ابن مالك على خراسان ، وأقام بنيسابور ، وكان بين عساكره وكان بني بويه حروب ، ثم حصل بينهما الصلح والاتفاق ، ودامت أيام عبد الملك إلى سنة خمسين وثلاثمائة ، فركب في يوم الخميس حادي عشر شوال منها فسقط الفرس من تحته ، فوقع إلى الأرض فمات ، وكانت مدة ملكه سبع سنين وستة أشهر تقريباً ، ولما مات ، ولى بعده أخوه .
ذكر ولاية منصور بن نوح بن نصر بن أحمد وهو السابع من الملوك السامانية
كانت ولايته بعد وفاة أخيه عبد الملك لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمسين وثلاثمائة ، وخالف عليه في سنة إحدى وخمسين الفتكين ، وهو من أكابر القواد ، وكان قد طلبه الأمير منصور فامتنع من الحضور ، فأرسل إليه جيشاً فهزمهم الفتكين ، وأسر وجوه القواد وأظهر العصيان والمخائفة .
ذكر الصلح بين الأمير منصور وبين بني بويه
في سنة إحدى وستين وثلاثمائة تم الصلح بين الأمير منصور بن نوح وبين ركن الدولة وعضد الدولة إليه في كل سنة مائة ألف وخمسين ألف دينار ، وتزوج الأمير منصور بابنة عضد الدولة ، وحمل إليها من الهدايا والتحف ما لم ير مثله ، وكتب بينهم كتاب الصلح شهد فيه أعيان خراسان وفارس والعراق ، وكان الذي سعى في الصلح وقرره محمد بن إبراهيم بن سيموجور صاحب جيوش خراسان من جهة الأمير منصور .

الصفحة 216