كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 217 """"""
ذكر وفاة الأمير منصور
كانت وفاته ببخاري في منتصف شوال سنة ست وستين وثلاثمائة ، وكانت مدة ملكه ست عشرة سنة وأربعة أيام ، ولما مات ولى بعده ابنه .
ذكر ولاية المنصور أبي القاسم نوح بن منصور بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد ، وهو الثامن من الملوك السامانية
ملك ما وراء النهر وخراسان بعد وفاة أبيه في منتصف شوال سنة ست وستين وثلاثمائة ولقب بالمنصور ، واستوزر أبا الحسن العتبي فقام في حفظ الدولة المقام المرضي ، وعزل محمد بن إبراهيم بن سيمجور عن قيادة جيوش خراسان لأنه كان قد استوطنها ، وبقي لا يطيع إلا فيما يختار فعزل في سنة سبعين ، واستعمل عوضه حسام الدولة أبا العباس تاش ، ثم قتل الوزير في سنة اثنتين وسبعين ، وسبب قتله أن أبا الحسن بن سيمجور وضع عليه جماعة من المماليك فقتلوه ، فكتب الأمير المنصور نوح إلى حسام الدولة ناش يستدعيه إلى بخارى لتدبير الدولة ، فسار عن نيسابور إليه وقتل من ظفر به من قتلة الوزير .
وفي سنة اثنتين وسبعين سار محمد بن سيمجور نحو خراسان عند خلوها من حسام الدولة ، وكاتب فايقا وطلب موافقته على الاستيلاء على خراسان ، فوافقه واجتمعا بنيسابور ، واتصل الخبر بحسام الدولة فسار عن بخاري إلى مرو في جمع كبير ، وترددت الرسائل بينهم فاصطلحوا : على أن تكون نيسابور وقيادة الجيوش لأبي العباس حسام الدولة تاش ، وتكون بلخ لفايق ، وهراة لأبي علي ابن أبي الحسن بن سيمجور ، وتفرقوا على ذلك وقصد كل منهم عمله .
ولما عاد أبو العباس إلى نيسابور وترك بخاري استوزر الأمير نوح ، عبد الله بن عزير وكان ضدا لأبي الحسين العتبي ، فلما ولى الوزارة ابتدأ بعزل حسام الدولة عن خراسان ، وأعاد ابن سيمجور إليها ، فكتب القواد بخراسان يسألونه أن يقر حسام الدولة عليها فلم يجبهم فكتب حسام الدولة إلى فخر الدولة بن بويه يستمده ، فأمده بالأموال والعساكر ، وكانت بينهم حروب انتصر فيها حسام الدولة ، واستولى على خراسان وأقام بنيسابور ، وانهزم ابن سيمجور ثم تراجع أصحاب ابن سيمجور إليه ، وجاءته الأمداد من بخاري وعاد لقتال حسام الدولة ، والتقوا واقتتلوا نهارا كاملا انتصر

الصفحة 217