كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
فيه ابن سيمجور ، وانهزم حسام الدولة وأصحابه وأقام بجرجان ، ولم يصل إلى خراسان إلى أن مات في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، وأقام ابن سيمجور بخراسان إلى أن توفي فجأة وهو يجامع بعض خطاياه .
وفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة سار بغراخان إبلك ملك الترك بعساكره إلى بخارى ، فسير إليه الأمير نوح جيشا كثيفا فهزمهم بغراخان ، فعادوا إلى بخارى وهو في آثارهم ، فخرج نوح بنفسه وسائر عساكره ولقيه ، فاقتتلوا قتالاً شديداً كانت الهزيمة على بغراخان ، فعاد إلى بلاساغون وهي كرسي ملكه .
ذكر ملك الترك بخارى وشيء من أخبارهم وخروج الأمير نوح منها وعوده إليها
وفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ملك شهاب الدولة هارون بن سليمان إيلك المعروف ببغراخان التركي مدينة بخارى ، وكان له كاشغر وبلاساعون وختن وطراز وغير ذلك إلى حدود الصينن وله عساكر جمة وهم مسلمون ، وكان سبب إسلامهم أن جدهم الأول شبق قراخاقان رأى في منامه كأن رجلاً نزل من السماء ، فقال له بالتركية ما معناه : اسلم تسلم في الدنيا والآخرة ، فأسلم في منامه ، وأصبح فأظهر إسلامه ، فلما مات قام مقامه ابنه موسى بن شبق ، ثم انتهى ملك هذه الطائفة من الترك إلى بغراخان ، وكنا قصدنا أن نفرد هذه الدولة الخانية بترجمة ، ونذكر من ملك منهم وما استولوا عليه من البلاد وغير ذلك ، فلم نظفر بمؤرخ ذكر أخبارهم سياقة ولا متفرقة ، إذا جمعت انتظمت على سياقة ، فذلك دمجنا أخبارهم في أثناء الدول بحسب وقائعهم مع الملوك ، وما أظن أخبارهم اتسقت لمؤرخ لأن أخبار الملوك والدول إنما يعتني بجمعها كتاب الإنشاء والفضلاء من الناس ، وهؤلاء كانوا أتراكاً لا كتاب لهم ولا اعتناء بشيء من ذلك ، فلذلك انقطعت أخبارهم .

الصفحة 218