كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 220 """"""
ذكر عود نوح إلى بخارى ووفاة بغراخان
وقيام إيليك الخان
قال : ولما نزل بغراخان ببخارى استوخمها فمرض واشتد مرضه ، فانتقل نحو بلاد الترك ، ولما فارق بخارى ثار أهلها بساقة عسكره ، فقتلوا منهم وغنموا أموالهم ، ووافقهم الأتراك الغزية على الفتك والنهب لعسكر بغراجان ، وبادر الأمير بالعود إلى بخارى فيمن معه من أصحابه ، فدخلها وعاد إلى دار ملكه وتباشر أهلها به ، ومات بغراجان وعاد أصحابه إلى بلادهم ، وكان بغراجان ديناً خيراً عادلاً حسن السيرة محباً للعلماء وأهل الدين مكرماً لهم ، وكان يحب أن يكتب عنه مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وولى بعده أمر الترك ايليك الخان شمس الدولة أبو النصر أحمد بن علي .
ذكر ما كان من أخبار أبي علي بن سيمجور وفايق واستعمال محمود بن سبكتكين على خراسان
قال : ولما عاد الأمير نوح إلى بخارى أسقط في يد أبي علي ابن سيمجور ، وندم على ما فرط منه من ترك إعانته عند الحاجة إليه ؛ وأما فايق فإنه لما استقر الأمير نوح ببخارى حدث نفسه بالمسير إليه والحكم في دولته ، فسار عن بلخ فسير الأمير نوح الجيوش لرده ، فالتقوا واقتتلوا فانهزم فايق وأصحابه ، ولحق بأبي علي بن سيمجور ففرح به وقوى جنانه ، واتفقا على مكاشفة الأمير نوح وإظهار العصيان ، فكتب الأمير إلى سبكتكين وهو يومئذ بغزنة ، يعرفه الحال ويأمره بالمصير إليه لينجده وولاه خراسان وكان سبكتكين في هذه الفتن مشغولاً بالغزو غير ملتفت إلى ما هم فيه ، فلما أتاه الكتاب سار نحو جريدة ، واجتمع به وقررا ما يفعلانه واتفقا عليه ، وعاد سبكتكين فجمع عسكره وحشد وسار عن غزته ، ومعه ولده محمود نحو خراسان ، وسار نوح من بخارى واجتمعا وقصدا أبا علي وفايقا ، وقد جمعا عساكرهما أيضاً واستنصرا بفجر الدولة بن بويه ، فسير إليهما عسكراً كثيراً ، والتقوا بنواحي هراة واقتتلوا ، فانحاز دارا بن قابوس بن وشمكير من عسكر أبي علي إلى عسكر نوح ومعه أصحابه ، فانهزم أصحاب أبي علي وركبهم أصحاب سبكتكين يقتلون

الصفحة 220