كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 221 """"""
ويأسرون ويغنمون ، وعاد أبو علي وفايق إلى خراسان وأقام الأمير نوح وسبكتكين بظاهر هراة ، حتى ألااحوا واستراحوا وساروا نحو نيسابور ، فسار أبو علي وفايق نحو جرجان ، واستولى نوح على نيسابور واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود بن سبكتكين ، ولقبه سيف الدولة ولقب أباه ناصر الدولة ، وعاد نوح إلى بخارى وسبكتكين إلى هراة وذلك في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة .
وفي سنة خمس وثمانين في شهر ربيع الأول سار أبو علي وفايق عن جرجان إلى نيسابور ، فكتب محمود إلى أبيه بذلك وبرز إلى ظاهر نيسابور ، وأقام ينتظر المدد فأعجلاه فصبر لهما ، فقاتلاه وهو في قلة من الرجال فانهزم عنهما نحو أبيه ، وغنما منه شيئاً كثيراً ورجع أبو علي إلى نيسابور ، وكتب إلى الأمير نوح يستميله ويستقبل من عثرته ، وكاتب سبكتكين بمثل ذلك وأحال فيما جرى على فايق ، فلم يجيباه إلى ما أراد ، وجمع سبكتكين العساكر وسار نحو أبي علي فالتقوا عامة يومهم ، وأتاهم محمود ابن سيكتكين في عسكر ضخم من ورائهم ، فانهزموا وقتل منهم خلق كثير ، ونجا أبو علي وفايق إلى آمل الشط ، فراسلا الأمير نوح يستعطفانه ، فأجاب أبا علي إلى ما طلب وقبل عذره ، إن فارق فايقاً ونزل بالجرجانية ، ففعل ذلك فحذره فايق وخوفه مكرهم ومكيدتهم فلم يرجع إلى قوله ، وفارقه وسار إلى الجرجانية ونزل بقربه بقرب خوارزم تسمى هزارسب ، فأرسل إليه أبو عبد الله خوارزم شاه من أقام له ضيافة ، ووعده أنه يقصده ليجتمع به فسكن إلى ذلك فلما كان الليل أرسل إليه خوارزم شاه جمعاً من عسكره ، فأحاطوا به وأخذوه أسيراً في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، فاعتقله في بعض دوره ، وطلب أصحابه فأسر أعيانهم وتفرق الباقون .
وأما فايق فإنه سار إلى ايليك الخان فأكرمه وعظمه ووعده أن يعيده إلى قاعدته ، وكتب إلى نوح يشفع فيه ويطلب منه أن يوليه سمرقند ، فأجابه إلى ذلك وأقام بها ؛ وأما ما كان من أبي علي بن سيمجور فإنه لما أسره خوارزم شاه بلغ خبره إلى مأمون بن محمد والي الجرجانية ، فقلق لذلك وعبر إلى كاث وهي مدينة

الصفحة 221