كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
ذكر القبض على الأمير منصور بن نوح وسمله
وفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة اجتمع بكتوزون وفايق وتشاكيا ما هما فيه من قلة إنصاف الأمير لهما ، فقبضا عليه وأمر بكتوزون من سمل عينيه ، فكانت مدة ولايته سنة واحدة وسبعة أشهر .
ذكر ولاية عبد الملك بن نوح بن منصور
قال : ولما قبضا على الأمير منصور أقاما أخاه عبد الملك في الملك مقامه وهو صبي صغير ، فأرسل محمود بن سبكتكين إلى فايق وبكتوزون بلومهما ويقبح فعلهما ، وقويت نفسه على لقائهما ، وطمع في الملك والاستقلال به ، وسار لقتالهم فسار نحوه ومعهما عبد الملك ، والتقوا واقتتلوا أشد قتال فانهزم السامانية ، ولحق عبد الملك وفايق ببخارى ، وقصد بكتوزون نيسابور فاتبعه جيوش محمود حتى لحق بجرجان ، وسار محمود إلى هراة فعاد بكتوزون إلى نيسابور وملكها ، فقصده محمود فهرب إلى بخارى بعد أن نهب مرو ، واستقر ملك محمود بن سبكتكين بخراسان وخرجت عن ملك آل سامان .
ذكر انقراض الدولة السامانية
كان انقراضها في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة على يد محمود بن سبكتكين بخراسان وإيليك الخان بما وراء النهر . فأما محمود فإنه ملك خراسان كما ذكرناه ، وأما ايليك الخان وهو شمس الدولة أبو النصر أحمد بن علي فإن عبد الملك - لما انهزم من محمود بقي بيده ما وراء النهر ، فقصد بخارى واجتمع بها هو وفايق وبكتوزون وغيرهما من الأمراء والأكابر ، فقويت نفوسهم وشرعوا في جمع العساكر ، وهزموا على العود إلى خراسان ، فاتفقت وفاة فايق في شعبان من السنة ، فلما مات ضعفت نفوسهم ووهت قوتهم ، فإنه كان هو المشار إليه من بينهم ، وكان خصياً من موالي الأمير نوح ابن نصر . قال : ولما اتصل الخبر بايليك الخان سار في جميع الأتراك إلى بخارى ، وأظهر لعبد الملك المودة والموالاة والحمية له ، فظنوا صدقه فلم يحترسوا منه ، وخرج إليه بكتوزون وغيره من الأمراء والقواد ، فلما حضروا عنده قبض عليهم ، وسار حتى دخل بخارى في يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة ، فلم يدر عبد الملك ما يصنع لقلة من معه فاختفى ، ونزل ايليك الخان في دار الإمارة وبث العيون على عبد الملك ، وشدد في طلبه فظفر به فأودعه بايكند فمات بها ، وهو آخر الملوك

الصفحة 223