كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 224 """"""
السامانية ، وانقرضت دولتهم على يده وحبس معه أخاه أبا الحارث منصور بن نوح ، الذي كان في الملك قبله ، وأخويه أبا إبراهيم إسماعيل أبا يعقوب ، وأعمامه أبا زكريا وأبا سليمان وغيرهم من آل سامان ، وأفرد كل واحد منهم في حجرة ، وكانت دولتهم قد انتشرت من حدود حلوان إلى الترك بما وراء النهر ، وكانت من أحسن الدول سيرة وعدلاً ، وعدة من ملك منهم عشرة ملوك وهم : نصر بن أحمد بن أسد سامان ، ثم أخوة إسماعيل بن أحمد ، ثم ابنه أحمد بن إسماعيل ، ثم ابنه نصر بن أحمد ، ثم ابنه نوح ، ثم ابنه عبد الملك بن نوح ، ثم أخوه منصور بن نوح ، ثم ابنه نوح بن منصور ، ثم ابنه منصور بن نوح ، ثم أخوه عبد الملك بن نوح ، ومدة ملكهم منذ ولى نصر بن أحمد بن أسد وإلى أن قبض على عبد الملك مائة سنة وتسع وعشرين سنة تقريباً ، ولم يقم لهم بعد ذلك دولة ، وإنما ظهر إسماعيل بن نوح ولم يستقم له أمر ولا قامت له دولة ، فلذلك لم نجعله في جملة ملوكهم ، لأنه كان كالخارجي ، ونحن الآن نذكر ظهوره وما كان من أمره .
ذكر ظهور إسماعيل بن نوح وما اتفق له بخراسان
وفي سنة تسعين وثلاثمائة خرج أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من محبسه ، وكان السبب في ظهوره أنه كان له جارية تأتيه لخدمته ثم تنصرف ، فجاءته في بعض الأيام على عادتها فلبس ما كان عليها ، وخرج فظنه الموكلون به الجارية ، ولما خرج استخفى عند عجوز من أهل بخارى ، إلى أن سكن الطلب عنه ، فسار من بخارى إلى خوارزم وتلقب المستنصر ، واجتمع إليه بقايا القواد السامانية والجند فكثرت جموعه ، فبعث قائداً من قواده إلى بخارى ، فقاتل من بها من أصحاب أيليك الخان وهزمهم وتبعهم إلى حدود سمرقند ، فاجتمع المنهزمون وعسكر سمرقند وقاتلوه فهو منهم أيضاً عسكر المستنصر ، وغنموا أثقالهم فصلحت أحوالهم وعادوا إلى بخارى ، فاستبشر أهلها بعود السامانية ، فجمع أسليك الخان الترك وقصد بخارى ، فانحاز من بها من السامانية وعبروا النهر إلى آمل الشط ، فضاقت عليهم فساروا هم والمستنصر نحو أبيورد ، فملكوها وجبوا أموالها ، وساروا نحو نيسابور وبها منصور بن سبكتكين نائباً عن أخيه محمود ، فاقتتلوا فانهزم ابن سبكتكين وملك المستنصر نيسابور وكثر جمعه ، فاتصل الخبر بيمين الدولة محمود فجد في السير إليها فسار المسنتصر عنها

الصفحة 224