كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
إلى اسفرايين ، فلما أزعجه الطلب سار إلى شمس المعالي قابوس بن وشمكير ملتجئا إليه ، فأكرمه وحمل إليه كثيراً وأشار عليه بقصد الري ، إذ كانت ليس لها من يذب عنها ، لاشتغال أصحابها باختلافهم ، ووعده أن ينجده بعسكر مع أولاده ، فسار نحو الري ونازلها فضعف من بها عن مقاومته ، إلا أنهم حفظوا البلد ، وبذلوا الأموال لأصحابه ليردوه عنها ، فردوه وحسنوا له العود إلى خراسان فسار نحو الدامغان ، وعاد عنه عسكر قابوس ، ووصل المستنصر إلى نيسابور في شوال سنة إحدى وتسعين فجبى أموالها ، فأرسل إليها يمين الدولة جيشاً فانهزم وسار نحو أبيورد ، وقصد جرجان فرده شمس المالي عنها ، فقصد سرخس وجبى أموالها وسكنها ، فسار إليه نصر بن سبكتكين من نيسابور ، والتقوا واقتتلوا فانهزم الساماني ، وأسر جماعة من أعيان عسكره وحملوا إلى غزنة ، وذلك في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، ثم سار الساماني تائها حتى وافى الأتراك الغزية ، ولهم ميل إلى آل سامان فاجتمعوا معه ، وسار إيليك الخان وذلك في شوال سنة ثلاث وتسعين ، فلقيهم بنواحي سمرقند فهزموه ، واستولوا على أمواله وسواده وأسروا جماعة من قواده وعادوا ، وأجمع أصحاب المستنصر على إطلاق الأسرى تقرباً إلى إيليك الخان ، فشعر بذلك فاختار من أصحابه جماعة يثق بهم ، وسار بهم فعبر النهر إلى آمل الشط فلم يقبله مكان ، فعاد وعبر النهر إلى بخارى واقتتل هو وواليها الذي هو من قبل إيليك الخان ، فانهزم المستنصر إلى دبوسية وجمع بها جمعاً ، ثم عاودهم وهزمهم فاجتمع عليه جماعة من فتيان سمرقند وصاروا في جملة أصحابه ، فجمع إيليك الخان الأتراك وسار إليه والتقوا بنواحي سمرقند ، فانهزم إيليك الخان وذلك في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، ثم عاد إيليك الخان إلى بلاد الترك فجمع وحشد وعاد إلى المستنصر ، فوافق عوده تراجع الغزية الذين كانوا مع الساماني إلى أوطانهم ، فاقتتلوا بنواحي اشروسنة فانهزم الساماني وأكثر أصحاب إيليك الخان القتل في أصحابه ، وعبر النهر إلى الجوزجان فنهب أموالها ، وسار يريد مرو فسير إليه يمين الدولة العساكر ، ففارق مكانه وساروهم في أثره ، فأتى بسطام فأزعجه قابوس عنها فضاقت به المذاهب ، فعبر ما وراء النهر وقد ضجر أصحابه منه وسئموا من السهر والتعب والخوف ، ففارقه كثير منهم إلى بعض أصحاب إيليك الخان وأعلموهم بمكانه ، فلم يشعر إلا وقد

الصفحة 225