كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 229 """"""
ودخل يعقوب مدينة شيراز وطاف بها ، ونادى بالأمان فاطمأن الناس ، وعذب علي بن الحسين بأنواع العذاب ، وأخذ من أمواله ألف بدرة وقيل أربعمائة ، وأخذ من السلاح والأقمشة وغير ذلك مالا يحد ، وكتب إلى الخليفة المعتز بالله بطاعته ، وأهدى له هدية جليلة : منها عشرة بزاة بيض وباز أبلق صيني ومائة من المسك وغير ذلك من الطرائف ، وعاد إلى سجستان ومعه علي وطوق ، فلما فارق بلاد فارس أرسل الخليفة عماله إليها .
ذكر قصد يعقوب فارس وملكه بلخ وغيرها
وفي سنة سبع وخمسين ومائتين سار يعقوب إلى بلاد فارس ، فأرسل إليه المعتمد على الله ينكر ذلك ، وكتب إليه الموفق أخو المعتمد بولاية بلخ وطخارستان وسجستان والسند فقبل ذلك ، وعاد وسار إلى بلخ وطخارستان ، فلما وصل نزل بظاهرها وخرب نوشاد ؛ وهي أبنية كان قد بناها داود بن العباس خارج بلخ ، ثم سار إلى كابل واستولى عليها وقبض على رتيبل ، وأرسل رسولاً إلى الخليفة بهدية جليلة المقدار ، وفيها أصناف أخذها من كابل وتلك البلاد ، وسار إلى بست فأقام بها سنة ، وسبب إقامته أنه أراد الرحيل فرأى قواده قد حمل بعض أثقاله ، فغضب وقال : ترحلون قبلي ثم أقام سنة ، وسار إلى بوشنج وقبض على الحسين بن طاهر ، فأنفذ إليه محمد بن طاهر بن عبد الله يسأله في إطلاقه فلم يجب سؤله .
ذكر ملكه نيسابور
وفي شوال سنة تسع وخمسين ومائتين دخل يعقوب نيسابور ، وكان سبب مسيره إليها أن عبد الله السجزي كان ينازع يعقوب سجستان فلما قوي أمر يعقوب هرب منه إلى محمد بن طاهر وطلبه يعقوب منه فلم يفعل ، فسار نحوه إلى نيسابور فلما قرب منها وأراد دخولها وجه إليه محمد بن طاهر يستأذنه في تلقيه ، فلم يأذن له فبعث

الصفحة 229