كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 230 """"""
بعمومته وأهل بيته فتلقوه ، ودخل نيسابور وأرسل إلى الخليفة يذكر تفريط محمد بن طاهر في عمله ، وأن أهل خراسان سألوه المصير إليهم ، ويذكر غلبة العلويين على طبرستان وبالغ في هذا المعنى ، فأنكر عليه ذلك بالاقتصار على ما أسند إليه ، ألا يسلك معه مسلك المخالفين ، وقيل بل كان سبب ذلك أنه كتب إلى محمد يعلمه أنه على قصد طبرستان ، لمضي ما أمره به الخليفة في الحسن بن زيد العلوي المتغلب عليها ، وأنه لا يتعرض إلى شيء من عمله ولا إلى شيء من أسبابه ، وكان بعض خاصة محمد وأهله لما رأوا إدبار أمره مالوا إلى يعقوب وكاتبوه واستدعوه وهونوا على محمد أمر يعقوب ، وأعلموه أنه لا خوف عليه منه وثبطوه عن التحرز منه ، فركن محمد إلى قولهم حتى قرب يعقوب من نيسابور ، فوجه إليه قائداً من قواده يطيب قلبه ، وأمر يمنعه عن الانتزاح من نيسابور إن أراد ذلك ، ثم وصل يعقوب إلى نيسابور في رابع شوال ، وأرسل أخاه عمرو بن الليث إلى محمد بن طاهر فأحضره عنده ، فقبض عليه وقيده وعنفه على إهماله أمر عمله وعجزه عن حفظه ، ثم قبض على جميع أهله ، وكانوا نحوا من مائة وستين رجلاً ، وحملهم إلى سجستان واستولى على خراسان ، ورتب نوابه في الأعمال ، وكانت ولاية محمد بن طاهر إحدى عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام .
ذكر دخوله طبرستان
وفي سنة ستين ومائتين سار يعقوب إلى طبرستان وملكها ، وسبب ذلك أنه لما دخل نيسابور هرب منه عبد الله السجزى إلى الحسن بن زيد بسارية ، فأرسل يعقوب إلى الحسن يسأله أن يبعثه إليه ويرجع عنه ، فإنه إنما جاء لذلك لا لحربه فلم يسلمه الحسن ، فحاربه يعقوب فانهزم الحسن ودخل بلاد الديلم ودخل يعقوب سارية وآمل ، وجبى من أهلها خراج سنة ، ثم سار في طلب الحسن بن زيد فصار إلى بعض جبال طبرستان ، فتتابعت عليه الأمطار نحوا من أربعين يوماً فلم يتخلص إلا بمشقة شديدة ، وهلك عامة ما معه من الظهر ، ثم أراد الدخول خلف الحسن فوقف على الطريق الذي يريد يسلكه ، وأمر أصحابه بالتوقف عن المسير ، ثم تقدم وحده فتأمل الطريق ورجع إليهم ، فأمرهم بالانصراف وقال : إن لم يكن طريق غير هذا فلا طريق إليه ، وكان نساء تلك الناحية قلن للرجال : دعوه يدخل فإنه إن دخل كفيناكم أمره

الصفحة 230