كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 231 """"""
وعلينا أسره لكم ، فلما خرج من طبرستان عرض رجاله ففقد منهم أربعين ألفا ، وذهب أكثر ما معه من الخيل والإبل والأثقال .
وكتب إلى الخليفة بما فعله من هزيمة الحسن ، وسار إلى الري في طلب عبد الله السجزى ، فإنه كان قد سار إليها بعد هزيمة الحسن فلما قاربها كتب إلى واليها الصلابى ، يخبره بين تسليم عبد الله إليه ويرحل عنه وبين المحاربة ، فسلمه إليه فانصرف يعقوب عنه وقتل عبد الله السجزى .
ذكر عود يعقوب إلى بلاد فارس والحرب بينه وبين محمد بن واصل
كان سبب ذلك أن محمد بن واصل كان قد تغلب على فارس وقتل الحارث بن سيما ، فأضاف المعتمد على فارس والأهواز والبصرة والبحرين واليمامة إلى موسى بن بغا مع ما كان إليه ، فوجه موسى عبد الرحمن بن مفلح إلى الأهواز ، وولاه إياها مع فارس وأضاف إليه طاشتمر ، فقاتله محمد بن واصل برام هرمز ، فانهزم عبد الرحمن وأخذ أسيراً وقتل طاشتمر ، وغنم ما كان عسكرهما ، فأرسل الخليفة إلى محمد بن واصل في إطلاق عبد الرحمن ، فلم يفعل وقتله وأظهر أنه مات ، وسار ابن واصل من هذه الوقعة - وقد أظهر أنه يريد واسط - لحرب موسى بن بغا ، فلما رأى موسى شدة الأمر استعفى من ولاية فارس ؛ فلما بلغ ذلك يعقوب - وكان بسجستان ، تجدد طعمه في ملك بلاد فارس ، وأخذ ما غنمه ابن واصل من الخزائن والسلاح من عبد الرحمن بن مفلح وطاشتمر ، فسار يعقوب حتى نزل البيضا من أرض فارس ، فبلغ ابن واصل خبره وهو بالأهواز ، فعاد منها لا يلوى على شيء وأرسل خاله أبا بلال مرداساً إلى يعقوب فوصل إليه وضمن له طاعة محمد بن واصل ، فأرسل يعقوب إلى محمد كتباً ورسلاً في المعنى فحبسهم ابن واصل ، وسار يطلب يعقوب والرسل معه ، وهو يريد بذلك أن يخفي خبر مسيره ، وأن يصل بغتة فينال منه غرضه ويوقع به ، فسار في يوم شديد الحر في أرض صعبة المسلك ، وهو يظن أن خبره قد خفي عن يعقوب ، فلما كان وقت الظهر تعبت دوابهم ، فمات من أصحاب ابن واصل أكثر الرجالة جوعاً وعطشاً وتعباً ، وبلغ خبرهم يعقوب فجمع

الصفحة 231