كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 232 """"""
أصحابه وأعلمهم الخبر ، وقال لأبي بلال : إن ابن واصل قد غدر بنا وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وسار يعقوب إليه فلما قاربه ضعفت نفوس أصحاب ابن واصل عن مقاومته ، فلما صار بينهما رميه سهم انهزم أصحاب ابن واصل من غير قتال ، وتبعهم أصحاب يعقوب وأخذوا منهم جميع ما غنموه من عسكر عبد الرحمن ، واستولى يعقوب على بلاد فارس ورتب بها أصحابه وأصلح أحوالها ، ومضى ابن واصل منهزماً وأخذ أمواله من قلعته ، وكانت أربعين ألف ألف درهم ، وأوقع يعقوب بأهل زم لأنهم أعانوا ابن واصل ، وحدث نفسه أنه يستولي على الأهواز وغيرها .
ذكر حرب بين الموفق ويعقوب
وفي سنة اثنتين وستين ومائتين في المحرم سار يعقوب من فارس إلى الأهواز ، فلما بلغ المعتمد على الله إقباله أرسل إليه إسماعيل بن إسحاق وبغراج ، وأطلق من كان في حبسه من أصحاب يعقوب ، وكان قد حبسهم لما أخذ يعقوب ، محمد بن طاهر ، وجاءت رسالة يعقوب إلى الخليفة فجلس أبو أحمد الموفق وأحضر التجار ، وأخبرهم بتوليه يعقوب طبرستان وخراسان وجرجان والري وفارس والشرطة ببغداد ، وذلك بمحضر من درهم حاجب يعقوب ؛ وكان قد أرسله يطلب هذه الولاية ، فأعاده الموفق إلى يعقوب ومعه عمر بن سيما بما أضاف إليه من الولايات ، فعادت رسل يعقوب تقول : إنه لا يرضيه ذلك دون أن يصير إلى باب المعتمد ، وارتحل يعقوب وسار إليه أبو الساج وصار معه ، فأكرمه وأحسن إليه ووصله ، وسار يعقوب إلى واسط فدخلها لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين ومائتين ، وارتحل المعتمد على الله من بغداد إلى الزعفرانية وقدم أخاه الموفق أمامه ، وسار يعقوب من واسط إلى دير العاقول بالعساكر لمحاربته ، فجعل الموفق على ميمنته موسى بن بغا وعلى ميسرته مسرورا البلخي وقام هو في القلب ، والتقوا واقتتلوا فحملت ميسرة يعقوب على ميمنة الموفق فهزمتها ، وقتل جماعة من القواد ثم تراجع المنهزمون ، وكشف الموفق رأسه وقال : أنا الغلام الهاشمي ، وحمل معه سائر العسكر فثبت عسكر يعقوب ، وتحاربوا حرباً شديداً فقتل من أصحاب يعقوب جماعة ، منهم

الصفحة 232