كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 233 """"""
حسن الدرهمي وأصاب يعقوب ثلاثة أسهم ولم تزل الحرب قائمة إلى وقت العصر فانهزم أصحاب يعقوب ، وثبت هو في خاصة أصحابه ثم مضوا وفارقوا موضع الحرب ، وتبعهم أصحاب الموفق وغنموا ما في عسكره ، وكان فيه الدواب والبغال أكثر من عشرة آلاف ، ومن الأموال ما لا يحصى كثرة ، ومن جرب المسك عدة كثيرة ، وخلص محمد بن طاهر وكان مثقلاً بالحديد ، فخلع عليه الموفق وولاه الشرطة ببغداد ، وسار يعقوب من موضع الهزيمة إلى خوزستان ونزل جند يسابور ، فراسله العلوي فقال لكاتبه اكتب إليه : " قل يا أيها الكافرون . . . " إلى آخرها وسير الكتاب إليه ، وكانت هذه الوقعة إحدى عشرة ليلة خلت من شهر رجب ، وكتب المعتمد إلى محمد بن واصل بولاية فارس فعاد إليها .
ذكر استيلاء يعقوب على الأهواز وغيرها
وفي سنة ثلاث وستين ومائتين أقبل يعقوب من فارس ، فلما بلغ النوبندجان انصرف أحمد بن الليث عن تستر ، فبلغ يعقوب جنديسابور ونزلها ، فارتحل عن تلك الناحية من كان بها من عسكر الخليفة ، ووجه يعقوب إلى الأهواز رجلاً من أصحابه يقال له الخضر ابن العنبر ، فلما قاربها خرج عنها علي بن أبان ومن معه من الزنج ونزل نهر السدرة ، ودخل الخضر الأهواز وجعل أصحابه وأصحاب علي بن أبان يغير بعضهم على بعض وينال بعضهم من بعض ، إلى أن استعد علي بن أبان وسار إلى الأهواز ، فأوقع بالخضر ومن معه من أصحاب يعقوب وقعة عظيمة ، قتل فيها من أصحاب الخضر خلقاً كثيراً وهرب الخضر ومن معه ، وأقام علي بالأهواز يستخرج ما كان فيها ، ورجع إلى نهر السدرة وسير طائفة إلى دورق بمن كان هناك من أصحاب يعقوب ، فأنفد يعقوب إلى الخضر مدداً ، وأمره بالكف عن قتال الزنج والإقتصار على المقام بالأهواز ، فلم يجب على ابن أبان إلى ذلك دون نقل طعام كان هناك ، فأجابه يعقوب إلى ما طلب ونقل الطعام ، وترك العلف بالأهواز وكف بعضهم عن بعض .

الصفحة 233