كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 235 """"""
وسار صاعد بن مخلد إلى فارس لحرب الصفارية ، واستخلف محمد بن طاهر على خراسان رافع بن هرثمة ، ثم كانت الحرب بين عمرو بن الليث وعسكر الخليفة وعليهم أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف ، ودامت الحرب بينهم من أول النهار إلى الظهر ، فانهزم عمر وأصحابه وكانوا خمسة عشر ألفا ، وجرح الدرهمي مقدم جيش عمرو ، وقتل مائة رجل من جماعتهم وأسر ثلاثة آلاف أسير وغنموا معسكر عمرو ، وكان الذي غنموه من الدواب ومن البقر والحمر ثلاثين ألف رأس ، وما سوى ذلك فلا يدخل تحت الإحصاء ، وذلك في عاشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين ومائتين .
وفي سنة أربع وسبعين سار الموفق إلى فارس لحرب عمرو بن الليث في شهر ربيع الأول ، فبلغ عمرو الخبر فسير عباس بن إسحاق في جمع كثير من العسكر إلى سيراف ، وأنفذ ابنه محمد بن عمرو إلى أرجان ، وسير أبا طلحة شركب صاحب جيشه على مقدمته ، فاستأمن أبو طلحة إلى الموفق ، وسمع عمرو ذلك فتوقف عن قصد الموفق ، ثم عزم أبو طلحة على العود إلى عمرو فبلغ الموفق خبره ، فقبض عليه بقرب شيراز وجعل ماله لابنه المعتضد ، وسار يطلب عمرا فعاد عمر إلى كرمان ثم إلى سجستان على المفازة فتوفي ابنه بالمفازة ، وعاد الموفق .
ذكر أسر عمرو بن الليث وقتله وانقراض الدولة الصفارية
وفي سنة سبع وثمانين ومائتين في شهر ربيع الأول منها كانت الحرب بين عمرو بن الليث وإسماعيل بن أحمد الساماني ، صاحب ما وراء النهر ، فأجلت الحرب عن هزيمة أصحاب عمرو وأسره كما قدمناه مبيناً في أخبار الدولة السامانية ، وخيره إسماعيل في المقام عنده أو إرساله إلى الخليفة المعتضد بالله ، فاختار أن يتوجه إلى المعتضد فسيره إليه ، فوصل إلى بغداد في سنة ثمان وثمانين ، فلما وصل أدخل بغداد على جمل ، ثم حبس إلى أن قتل في سنة تسع وثمانين ومائتين .

الصفحة 235