كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 237 """"""
وأبو حفص يعمر وأبو طلحة منصور بنو مسلم ، وإبراهيم أسنهم ، وكان قد أبلى بين يدي يعقوب عند مواقعته للحسن بن زيد العلوي بجرجان بلاء حسناً ، فقدمه يعقوب فدخل عليه يوماً بنيسابور وكان اليوم شديد البرد ، فخلع عليه يعقوب وبرسمور كان على كتفه ، فحسده أحمد الخجستاني وجاء إليه وقال : إن يعقوب يريد الغدر بك ، لأنه لا يخلع على أحد من خاص ملبوسه إلا غدر به فقال إبراهيم : فكيف الخلاص ؟ فقال : الحيلة أن نهرب جميعاً إلى أخيك يعمر ، وكان يحاصر بلخ ومعه خمسة آلاف رجل ، فاتفقا على ذلك وتواعدا للخروج في تلك الليلة ، فسبقه إبراهيم إلى الموعد وانتظره ساعة فلم يره ، فسار نحو سرخس وذهب الخجستاني إلى يعقوب فأعلمه ، فأرسل في لأثر إبراهيم فأدركوه بسرخس فقتلوه ، ومال يعقوب إلى أحمد ، فلما أراد يعقوب العود إلى سجستان استحلف على نيسابور عزيز بن السري وولى أخاه عمرو بن الليث هراة ، فاستحلف عمرو وعليها طاهر بن حفص الباذغيسى ، وسار يعقوب إلى سجستان في سنة إحدى وستين ومائتين ، وأحب الخجستاني التخلف لما كان يحدث به نفسه ، فقال لعلي بن الليث : إن أخويك قد اقتسما خراسان ، وليس لك بها ما يقوم بشغلك ، وأحب أن تردني إليها لأقوم بأمورك ، فاستأذن أخاه يعقوب في ذلك فأذن له ، فلما حضر أحمد لوداع يعقوب أحسن إليه وخلع عليه ، فلما ولى عنه قال : أشهد أن قفاه قفا غادر مستعص ، وهذا آخر عهدنا بطاعته ، فلما فارقهم جمع نحو مائة رجل فورد بهم بست نيسابور ، فحارب عاملها وأخرجه عنها وجباها ثم خرج إلى قومس ، فغلب على بسطام وقتل بها مقتلة عظيمة وذلك في سنة إحدى وستين وسار إلى نيسابور وبها بن السري فهرب منها ، وأخذ أحمد أثقاله واستولى على نيسابور ، ودعا للطاهرية وذلك في أول سنة اثنتين وستين . وكتب إلى رافع بن هرثمة يستقدمه فقدم عليه ، فجعله قائد جيشه ، وكتب إلى يعمر ابن شركب - وهو يحاصر بلخ - يستقدمه ليتفقا على تلك البلاد ، فلم يثق إليه لما تقدم له مع أخيه إبراهيم ، وسار يعمر إلى هراة فحاربه طاهر بن حفص فقتله واستولى على أعماله فسار إليه أحمد وكان بينهما مناوشات ، وكان أبو طلحة منصور ابن شركب غلاماً من أحسن الغلمان ، وكان عبد الله بن بلال يميل إليه وهو أحد قواد يعمر ،

الصفحة 237