كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 238 """"""
فراسل ابن لال ، الخجستاني أن يعمل ضيافة ليعمر وأصحابه ويدعوهم إليه وأن يكسبهم أحمد وأنه يساعده ، واشترط عليه أنه إذا ظفر يسلم إليه أبا طلحة ، فأجابه أحمد إلى ذلك وتواعدا على يوم ، وعمل ابن بلال ضيافة وحضرها يعمر ، فكسبهم أحمد وقبض على يعمر وسيره إلى نيسابور فقتله ، واجتمع لأبي طلحة جماعة من أصحاب أخيه فقتلوا ابن بلال ، وساروا إلى نيسابور وبها الحسين بن ظاهر أخو محمد ، وقد وردها من أصفهان طمعاً أن أحمد يخطب لهم ، كما كان يظهر من نفسه فلم يفعل ، فخطب ابن طاهر بها لأبي طلحة وأقام معه ، فسار الخجستاني من هراة في اثنتي عشر ألف عنان ، فأقام على ثلاث مراحل من نيسابور ، ووجه أخاه إليها فخرج إليه أبو طلحة وقاتله ، فقتل العباس وانهزم أصحابه فعاد أحمد إلى هراة ثم كاتبه أهل نيسابور في الحضور إليهم ، فسار إليهم وقدم البلد ليلاً ، ففتحوا له الباب ودخلها ، وسار عنها أبو طلحة إلى الحسن ابن زيد ، فأمده بالجنود فعاد إلى نيسابور فلم يظفر بشيء ، فتوجه إلى بلخ وذلك في سنة خمس وستين ، ثم سار الخجستاني لمحاربة الحسن بن زيد لمساعدته لأبي طلحة ، فاستعان الحسن بأهل جرجان فأعانوه ، فهزمهم الخجستاني وجبى منهم أربعة آلاف ألف درهم وذلك في شهر رمضان من السنة . وتوفي يعقوب بن الليث في هذه السنة وولى مكانه أخوه عمرو ، فوافى الخجستاني نيسابور واقتتلا فهزمه الخجستاني ، فرجع إلى هراة وأقام أحمد بنيسابور ، ثم سار إلى هراة في سنة سبع وستين فحصر عمراً ولم يظفر بشيء ، ثم كان له حروب مع أبي العباس النوفلي وغيره ، فظفر بالنوفلي وكان قد جاء لحربه من قبل محمد بن طاهر في خمسة آلاف رجل وقتله ، ثم سار إلى أبيورد وجبى خراج مروا ، ولم يزل كذلك إلى سنة ثمان وستين ومائتين ، فقتله غلامه زامجور غيلة وكان قد سكر ونام ثم قتل الغلام ، واجتمع أصحاب أحمد الخجستاني وانضموا إلى رافع بن هرثمة .
وكان أحمد هذا كريماً جواداً شجاعاً حسن العشرة كثير البر لإخوانه الذين صحبوه قبل إمارته ، ولم يتغير عليهم ما كان يعاملهم به من التواضع والأدب .
ذكر أخبار رافع بن هرثمة
كان رافع بن هرثمة من أصحاب محمد بن طاهر ، فلما استولى يعقوب بن الليث على نيسابور وأزال الطاهرية عنها التحق رافع به ، فلما عاد يعقوب إلى سجستان صحبه رافع ، وكان طويل اللحية كريه المنظر قليل الطلاقة ، فدخل يوماً على يعقوب

الصفحة 238