كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 239 """"""
فلما خرج من عنده قال : إنا لا نميل إلى هذا الرجل فليلحق بما شاء من البلاد ، فقيل له ذلك ففارقه وعاد إلى منزله بتامين ، فأقام إلى أن استقدمه أحمد الخجستاني كما ذكرنا وجعله صاحب جيشه ، فلما قتل اجتمع الجيش عليه ، وسار من هراة إلى نيسابور وكان أبو طلحة قد وردها من جرجان ، فحصره فيها رافع وقطع الميرة عنها ، فاشتد العلاء ففارقها أبو طلحة إلى مرو ، وخطب رافع لمحمد بن طاهر ، ثم قلد الموفق محمد بن طاهر أعمال خراسان وكان ببغداد ، فاستخلف رافع بن هرثمة على أعمال خراسان ، وسار رافع إلى خوارزم في سنة اثنتين وسبعين ومائتين فجبى أموالها ، ورجع إلى نيسابور .
وفي سنة خمس وسبعين استولى رافع على جرجان ، وأزال عنها محمد بن زيد وسار محمد إلى استراباد فحصره بها رافع نحو سنتين فغلت الأسعار وعدمت الأقواد وبيع وزن درهم ملح بدرهمين فضة ، ففارقها محمد ليلاً في نفر يسير فتبعه رافع إلى أرض الديلم حتى اتصل بحدود قزوين ، وعاد إلى الري وأقام بها إلى أن توفي المعتمد على الله في سنة تسع وسبعين ومائتين .
وإنما ذكرنا أخبار أحمد ورافع في هذا الموضع لتعلقهما بالدولة الصفارية .

الصفحة 239