كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 25 """"""
أصحاب عيسى على جبل سلع ، وانحدروا منه إلى المدينة ، وأمرت أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بخمار أسود فرفع على منارة مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال أصحاب محمد بن عبد الله : دخلت المدينة فهربوا ، فقال يزيد : لكل قوم جبل يعصمهم ، ولنا جبل لا نؤتي إلا منه - يعني سلعاً ، وفتح بني أبي عمرو الغفاريون طريقاً في بني غفار لأصحاب عيسى ، فدخلوا منه أيضاً وجائوا من وراء أصحاب محمد ، ونادى محمد حميد بن قحطبة : أبرز إلي فأنا محمد بن عبد الله ، فقال حميد : قد عرفتك ، وأنت الشريف ابن الشريف ، الكريم ابن الكريم ، والله ، لأبرز إليك بين يدي من هؤلاء الأغمار واحد ، فإذا فرغت منهم فسأبرز إليك ، وجعل حميد يدعوا ابن خضير إلى الأمان ، وابن خضير يحمل على الناس رجلاً ، لا يصغي إلى أمانة وهو يأخذهم بين يديه ، فضربه رجل من أصحاب عيسى على إليته فحلها ، فرجع إلى أصحابه فشدها بثوب ، ثم عاد إلى القتال ، فضربه إنسان على عينه فغاص السيف ، وسقط فابندروه فقتلوه وأخذوا رأسه ، وكأنه باذنجانة مفلقة من كثرة الجراح فيه ، فلما قتل تقدم محمد فقاتل على جيفته ، فجعل يهد الناس هداً ، وكان أشبه الناس بقتال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، ولم يزل محمد يقاتل حتى ضربه رجل دون شحمة أذنه اليمنى ، فبرك لركبتيه وجعل يذب عن نفسه ، ويقول : ويحكم ابنا نبيكم مجرح مظلوم ، فطعنه ابن قحطبة في صدره فصرعه ، ثم نزل إليه فأخذ رأسه وأتى به عيسى ، وهو لا يعرف من كثرة الدماء ؛ وقيل إن عيسى بن موسى اتهم حميد بن قحطبة وكان على الخيل ، فقال له : ما أراك تبالغ فقال له : أتتهمني فوالله لأضربن محمد حين أراه بالسيف أو أقتل دونه ، قال : فمر به وهو مقتول فضربه ليبر يمينه ، وقيل بل رمي بسهم وهو يقاتل ، فوقف إلى جدار فتحاماه الناس ، فلما وجد الموت تحامل على سيفه فكسره ، وهو ذو الفقار ، سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقيل بل أعطاه رجلاً من التجار ، كان معه وله عليه أربعمائة دينار ، وقال خذه فإنك لا تلقى أحداً من آل أبي طالب إلا أخذه وأعطاك حقك ، فلم يزل عنده حتى ولى جعفر بن سليمان المدينة ، فأخبر به فأخذ السيف منه وأعطاه أربعمائة دينار ، ولم يزل معه حتى أخذه منه المهدي ، ثم صار إلى الهادي فجربه في كلب فانقطع السيف ؛ وقيل بل بقي إلى أيام الرشيد ، وكان يتقلده وكان به ثماني عشرة فقارة . اتل حتى ضربه رجل دون شحمة أذنه اليمنى ، فبرك لركبتيه وجعل يذب عن نفسه ، ويقول : ويحكم ابنا نبيكم مجرح مظلوم ، فطعنه ابن قحطبة في صدره فصرعه ، ثم نزل إليه فأخذ رأسه وأتى به عيسى ، وهو لا يعرف من كثرة الدماء ؛ وقيل إن عيسى بن موسى اتهم حميد بن قحطبة وكان على الخيل ، فقال له : ما أراك تبالغ فقال له : أتتهمني فوالله لأضربن محمد حين أراه بالسيف أو أقتل دونه ، قال : فمر به وهو مقتول فضربه ليبر يمينه ، وقيل بل رمي بسهم وهو يقاتل ، فوقف إلى جدار فتحاماه الناس ، فلما وجد الموت تحامل على سيفه فكسره ، وهو ذو الفقار ، سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقيل بل أعطاه رجلاً من التجار ، كان معه وله عليه أربعمائة دينار ، وقال خذه فإنك لا تلقى أحداً من آل أبي طالب إلا أخذه وأعطاك حقك ، فلم يزل عنده حتى ولى جعفر بن سليمان المدينة ، فأخبر به فأخذ السيف منه وأعطاه أربعمائة دينار ، ولم يزل معه حتى أخذه منه المهدي ، ثم صار إلى الهادي فجربه في كلب فانقطع السيف ؛ وقيل بل بقي إلى أيام الرشيد ، وكان يتقلده وكان به ثماني عشرة فقارة .

الصفحة 25