كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
الباب السابع من القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار من نهض في طلب الخلافة من الطالبيين في مدة الدولتين الأموية والعباسية
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب وأخوه إبراهيم
ونحن نذكر سبب ظهورهما وما كان من أمرهما وما اتفق لأولاد الحسن رضي الله عنه بسبب ذلك ، ثم نذكر ظهور محمد وما اتفق له . إلى أن قتل ، وظهور إبراهيم بعده ، وما كان من خبره وحروبه ومقتله ، وما يتصل بذلك فنقول : كان سبب ظهورهما أن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن على هذا ، كما يدعي أن أبا جعفر المنصور كان ممن بايعه ، لما تشاور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة ، عند اضطراب أمر مروان بن محمد الحمار ، فلما قامت الدولة العباسية وبويع السفاح ، واتفق حج المنصور في سنة ست وثلاثين ومائة سأل عنهما ، فقال له زياد بن عبيد الله الحارثي : ما يهمك من أمرهما ؟ أنا آتيك بهما ، وكان معه بمكة ، فرده المنصور إلى المدينة ، فلما استخلف المنصور لم يكن همه إلا أمر محمد ، والمسألة عنه وما يريد ، فدعا بني هاشم رجلاً رجلاً يسأل كل واحد سراً عنه ، فكلهم يقول قد علم أنك عرفته بطلب هذا الأمر ، فهو يخافك على نفسه ، وهو لا يريد لك خلافاً ، وما أشبه هذا الكلام ، إلا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فإنه أخبره خبره ، وقال : والله ما آمن وثوبه عليك ، فإنه لا ينام عنك ، فأيقظ بكلامه من لم ينم عنه ، وزاده ذلك حرصاً على طلبه ، وشدة في طلبه ، وكان موسى بن عبد الله بن حسن يقول بعد ذلك : اللهم اطلب حسن بن زيد بدمائنا .

الصفحة 3