كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 30 """"""
الحصين ، فنزل إبراهيم عن حماره كأنه يبول ، فسأل ابن الحصين الحسن بن حبيب عن مجيئه ، فقال : جئت من عند بعض أهلي ، فمضى وتركه ، ورجع الحسن إلى إبراهيم فأركبه وأدخله إلى منزله ، فقال له إبراهيم : والله لقد بلت دماً ، فأتيت الموضع فرأيته وقد بال دماً ، ثم إن إبراهيم قدم البصرة ، قيل قدمها في سنة خمس وأربعين ومائة ، بعد ظهور أخيه محمد بالمدينة ، وقيل قدمها في سنة ، ثلاث وأربعين ومائة ، وكان الذي أقدمه وتولى أمره - في قول بعضهم - يحيى بن زياد بن حيان النبطي ، وأنزله في داره في بني ليث ، وقيل نزل في دار أبي قروة ، ودعا الناس إلى بيعة أخيه ، وكان أو لمن بايعه نميل بن مرة العبشمي ، وعفو الله بن سفيان ، وعبد الواحد بن زياد ، وعمرو بن سلمة الجيمي ، وعبد الله ابن يحيى بن حصين الرقاشي ، وعبد الواحد بن زياد ، وعمرو بن سلمة الهجيمي ، وعبد الله ابن يحيى بن حصين الرقاشي ، وندبوا الناس ، فأجابهم المغيرة بن الفزع وأشباه له ، وأجابه أيضاً عيسى بن يونس ومعاذ بن معاذ ، وعباد بن العوام ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، ومعاوية بن هشيم ابن بشير ، وجماعة كثيرة من الفقهاء وأهل العلم ، حتى أحصى ديوانه أربعة آلاف ، وشهر أمره فقالوا له : لو كنت تحولت إلى وسط البصرة ، أتاك الناس وهم مستريحون ، فتحول فنزل دار أبي مروان - مولى بن سليم - في مقبرة بني يشكر . ار أبي مروان - مولى بن سليم - في مقبرة بني يشكر .
وكان سفيان بن معاوية - أمير البصرة - قد مالأ على أمره ، ولما ظهر أخوة محمد كتب إليه بأمره بالظهور ، فوجم لذلك واغتم ، فجعل بعض أصحابه يسهل عليه ذلك ، وقال له : قد اجتمع لك عالم من الناس ، فطابت نفسه ، وكان المنصور بظاهر الكوفة في قلة من العساكر ، وقد أرسل ثلاثة من القواد إلى سفيان بن معاوية بالبصرة مداداً له ، ليكونوا عوناً له على إبراهيم ، إن ظهر ، فلما أراد إبراهيم الظهور أرسل إلى سفيان فأعلمه ، فجمع القواد عنده ، وظهر إبراهيم أول شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة ، فعم دواب أولئك الجند ، وصلي بالناس الصبح بالجامع ، وقصد دار الإمارة وبها سفيان متحصناً ، فحضره فطلب منه الأمان ، فأمنه إبراهيم ودخل إلى الدار ، ففرشوا له حصيراً فهبت الريح فقلبته قبل أن يجلس ، فتطير الناس لذلك ،