كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
هذا ما كان من أخبار محمد بن عبد الله بن حسن وأخيه إبراهيم رحمهما الله تعالى ، ثم لم يتحرك بعدهم أحد من الطالبيين إلى أن ظهر الحسين بن علي بن الحسن .
ذكر ظهور الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المقتول بفخ
كان ظهوره بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة في خلافة الهادي موسى ، وسبب ذلك أن الهادي استعمل على المدينة عمر ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما وليها أخذ أبا الزفت الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، ومسلم بن حندب الشاعر الهذلي ، وعمر بن سلام مولى آل عمر ، على شراب لهم ، فأمر بهم فضربوا جميعاً ، وجعل في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة ، فجاء الحسين بن علي إلى العمري ، وقال له : قد ضربتهم ولم يكن لك أن تضربهم لأن أهل العراق لا يرون به بأساً ، فلم تطوف بهم ؟ فأمر بهم فردوا وحبسهم ؛ ثم إن الحسين ابن علي هذا ويحيى بن عبد الله بن الحسين كفلا الحسن بن محمد فأخرجه العمري من الحبس ، وكان قد ضمن بعض آل أبي طالب بعضاً ، وكانوا يعرضون ، فغاب الحسن بن محمد عن العرض يومين ، فأحضر العمري الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله وسألهما عنه وأغلظ لهما ، فحلف له يحيى أنه لا ينام حتى يأتيه به ، أو يدق عليه باب داره حتى يعلم أنه جاءه به ، فلما خرجا قال له الحسين : سبحان الله ما دعاك إلى هذا ؟ ومن أين تجد حسنا ؟ حلفت له بشيء لا تقدر عليه ، فقال : والله لا نمت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف ، فقال له الحسين : إن هذا ينقض ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد ، وكانوا قد تواعدوا على أن يظهروا بمنى أو بمكة في الموسم ، فقال يحيى : قد كان ذلك فانطلقا ، وعملا في ذلك من ليلتهم ، وخرجوا آخر الليل ، وجاء يحيى حتى ضرب على العمري باب داره فلم يجده ، وجاءوا فاقتحموا المسجد بعد الصبح ، فلما صلى الحسين الصبح أتاه الناس فبايعوه : على كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، للمرتضى من آل محمد ، وجاء خالد البربري في مائتين من الجند ، وجاء العمري ووزير بن إسحاق الأزرق ومحمد بن واقه الشروي ومعهم ناس كثير ، فدنا خالد منهم فقام إليه يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن

الصفحة 37