كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 41 """"""
ذكر ظهور محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو المعروف بابن طباطبا
كان ظهوره بالكوفة لعشر خلون من جمادى الآخر سنة تسع وتسعين ومائة ، في خلافة عبد الله المأمون بن الرشيد هارون ، وخرج يدعوا إلى الرضا من آل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، والعمل بكتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور ، وهو من ولد هانئ بن قبيصة ابن هانئ بن مسعود الشيباني ، فلما اشتد أمر محمد أراد أن يستقل بالأمر دون أبي السرايا ، فسقاه أبو السرايا سماً فمات ، في مسهل شهر رجب من السنة المذكورة ، وقد ذكرنا خبره مبيناً في أخبار المأمون ابن الرشيد . ولما مات محمد بن إبراهيم نصب أبو السرايا مكانه غلاماً أمرد يقال له :
محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي
وصار الحكم لأبي السرايا ، واستعمل العمال على البصرة والأهواز وفارس ومكة واليمن ، وانتشر الطالبيون في البلاد وقوى أمرهم ، إلى أن قتل أبو السرايا وذلك في المحرم سنة مائتين ، فاستعيدت البلاد من الطالبيين على ما قدمناه في أخبار أبي السرايا في خلافة المأمون .
ذكر ظهور إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وما كان من أمره
كان ظهوره بمكة في سنة مائتين في خلافة المأمون ، وكان أبو السرايا قد ولاه اليمن ، فأتاه الخبر بمقتل أبي السرايا وهو بمكة ، فسار إلى اليمن وبها إسحاق بن موسى بن عيسى عاملاً للمأمون ، فلما بلغه قرب إبراهيم من صنعاء سار نحو مكة ، واستولى إبراهيم على اليمن ، وكان يسمى الجزار لكثرة من قتل باليمن ، وسبى وأخذ