كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
الأموال ، ولم يتم أمره ولا أمر غيره ممن كان أبو السرايا استعملهم ، وقد ذكرنا خبر الحسين بن الحسن الأفطس ومحمد بن جعفر وما كان من أمرهما بمكة في أخبار المأمون ، ولا فائدة في إعادته ، وقد ذكرنا أيضاً خبر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وخروجه بالطالقان ، وما كان من أمره في أخبار المعتصم بالله بن الرشيد في سنة تسع عشرة ومائتين .
ذكر ظهور يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب وهو المكنى بأبي الحسين
وكان ظهوره بالكوفة في سنة خمسين ومائتين في خلافة المستعين بالله ، وسبب ظهوره أنه نالته ضائقة ، ولزمه دين ضاق به ذرعاً ، فلقي عمر بن فرج وهو يتولى أمر الطالبيين ، فكلمه في صلته فأغلظ له عمر ، وحبسه فلم يزل محبوساً حتى كفله أهله ، فأطلق وسار إلى بغداد ، فأقام بها سنة ثم رجع إلى سامراً ، فلقي وصيفاً فكلمه في رزق يجريه له ، فأغلظ له وصيف وقال : لأي شيء يجري على مثلك ؟ فانصرف إلى الكوفة وبها أيوب بن الحسن بن موسى بن جعفر بن سليمان الهاشمي ، عامل محمد بن عبد الله بن طاهر ، فجمع أبو الحسين جمعاً كثيراً كثيراً من الأعراب وأهل الكوفة ، وأتى الفلوجة فكتب صاحب البريد بخبره إلى محمد بن عبد الله ، فكتب محمد بن عبد الله إلى أيوب وعبد الله بن محمود السرخسي ، عامله على معاون السواد ، يأمرهما بالاجتماع على حرب يحيى . قال : ومضى يحيى بن عمر إلى بيت مال الكوفة فأخذ ما كان فيه ، وهو ألفا دينار وسبعون ألف درهم ، وأظهر أمره بالكوفة وفتح السجون وأخرج من فيها ، وأخرج العمال عن الكوفة ، فلقيه عبد الله بن محمود السرخسي فيمن معه ، فضربه يحيى على وجهه ضربة أثخنه بها ، فانهزم عبد الله ،

الصفحة 42