كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 45 """"""
ذكر خبر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي
كان ظهوره بمكة في سنة إحدى وخمسين ومائتين ، ولما ظهر هرب عاملها ، وانتهب إسماعيل داره ومنازل أصحاب السلطان ، وقتل الجند وجماعة من أهل مكة ، وأخذ ما في الكعبة وخزائنها من الذهب والفضة وغير ذلك ، وأخذ كسوة الكعبة ، وأخذ من الناس نحوا من مائتي ألف دينار ، فخرج منها بعد أن نهبها وأحرق بعضها في شهر ربيع الأول ، بعد أن أقام بها خمسين يوماً ، وصار إلى المدينة فتوارى عاملها ، ثم رجع إلى مكة في شهر رجب ، فحصرهم حتى غلت الأسعار ، ولقي أهل مكة منه كل بلاء ، ثم سار إلى جدة بعد مقامه سبعة وخمسين يوماً ، فحبس عن الناس الطعام ، وأخذ أموال التجار وأصحاب المراكب ، ثم وافى عرفة وبها محمد بن عيسى الملقب كعب البقر ، وعيسى بن محمد المخزومي كان المعتز قد وجههما إليها ، فقاتلهما إسماعيل ، وقتل من الحاج نحو ألف ومائة إنسان ، وسلب الناس فهربوا إلى مكة ، ولم يقفوا بعرفة ليلاً ولا نهاراً ، ووقف إسماعيل وأصحابه ، ثم رجع إلى جدة فجبى أموالها .
ذكر ظهور علي بن زيد العلوي بالكوفة وخروجه عنها كان ظهوره في سنة ست وخمسين ومائتين واستولى على الكوفة ، وأزال عنها نائب الخليفة المعتمد على الله واستقر بها ، فسير إليه المعتمد الشاه بن مكيال في جيش كثيف ، فالتقوا واقتتلوا فانهزمت جيوش المعتمد ، وقتل جماعة منهم ، فسير لمحاربته كنجور التركي ، وأمره أن يدعوه إلى الطاعة ويبذل له الأمان ، ففعل ذلك فطلب علي أموراً لم تجبه كنجور إليها ، فخرج علي عن الكوفة إلى القادسية فعسكر بها ، ودخل كنجور الكوفة في ثالث شوال من السنة ، ومضى علي بن زيد إلى خفّان ، ثم دخل البر إلى بلاد بني أسد وكان قد صاهرهم ، فأقام هناك ثم فارقهم وصار إلى جهة ، فبلغ كنجور خبره فسار إليه من الكوفة في سلخ ذي الحجة ، فواقعة فانهزم علي وقتل نفر من أصحابه ، ولم يزل علي بن زيد إلى سنة ستين فقتله صاحب الزنج . فلنذكر أخبار دولتهم بطبرستان .