كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 48 """"""
قال : وورد خبر الحسن على المستعين بالله ، ومدبر أمره يومئذ وصيف ، وكاتبه أحمد بن صالح ، فوجه إسماعيل بن فراشة في جند إلى همذان ، وأمره بالمقام بها ليمنع خيل الحسن بن زيد عنها ، وما عدا همذان فأمره إلى محمد بن طاهر . قال : ولما استقر محمد بن جعفر الطالبي بالري ، ظهر منه أمور كرهها أهل الري ، ووجه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر قائداً يقال له ابن ميكال ، في جمع من الجند إلى الري ، فالتقى هو ومحمد ابن جعفر الطالبي خارج الري ، فأسر محمد وانهزم جيشه ، ودخل ابن ميكال إلى الري وأقام بها ، فوجه إليه الحسن بن زيد عسكراً ، مع قائد من قواده يقال له واجن ، فالتقوا واقتتلوا فانهزم ابن ميكال واعتصم بالري ، فاتبعه واجن وأصحابه حتى قتلوه ، وصارت الري في يد أصحاب الحسن بن زيد .
ثم ظهر بالري في سنة خمسين ومائتين أيضاً
أحمد بن عيسى بن علي بن حسين الصغير بن علي بن حسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وإدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فصلى أحمد بن عيسى بأهل الري صلاة العيد ، ودعا إلى الرضا من آل محمد ، فحاربه محمد بن علي طاهر ، فانهزم ابن طاهر وصار إلى قزوين .
ثم مسك أحمد في سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، وسير إلى نيسابور ، وكان الذي ظفر به عبد الله بن عزيز .
وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين
رجع سليمان بن عبد الله بن طاهر إلى طبرستان بجمع كثير ، ففارقها الحسن بن زيد ولحق بالديلم ، ودخلها سليمان وقصد سارية ، وأتاه أهل آمل وغيرهم ، منيبين مظهرين الندم يسألون الصفح ، فلقيهم بما أرادوا ، ونهى أصحابه عن القتل والنهب ، ثم فارقها سليمان وعاد الحسن بن زيد إليها ، فسار مفلح إليه من قبل موسى بن بغا في سنة خمس وخمسين ومائتين ، وحاربه فانهزم الحسن ولحق بالديلم ، ودخل مفلح آمل وأحرق منازل الحسن ، وسار إلى الديلم في طلبه ، ثم كتب إليه موسى بن بغا بالقدوم عليه إلى الري ، فسار إليه ثم سار إلى سامرا .