كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 49 """"""
ذكر ملك الحسن بن زيد جرجان
وفي سنة سبع وخمسين ومائتين قصد الحسن جرجان واستولى عليها ، وكان محمد بن عبد الله بن طاهر أمير خراسان - لما بلغه عزم الحسن على قصد جرجان - جهز العساكر ، وأخرج عليها الأموال الكثيرة ، وسيرها لحفظ جرجان ، فلم يقوموا بحرب الحسن ، وظفر بهم وملك البلد وقتل كثيراً من العساكر ، وغنم هو وأصحابه ما معهم ، فضعف حينئذ محمد بن طاهر ، وانتقض عليه كثير من الأعمال التي يجبي خراجها إليه ، ولم يبق في يده إلا بعض خراسان ، وأكثرها بيد المتغلبين كيعقوب بن الليث الصفار وغيره .
وفيها فارق عبد العزيز بن أبي دلف الري من غير سبب يعلم وأخلاها ، فأرسل الحسن بن زيد القاسم بن علي بن القاسم العلوي ، فغلب عليها فأساء السيرة في أهلها ، وخلع أبواب المدينة - وكانت من حديد - وسيرها إلى الحسن ، وبقي كذلك نحو سنتين .
وفي سنة تسع وخمسين ومائتين
غلب الحسن بن زيد على قومس ، ودخلها أصحابه ، وفي سنة ستين ومائتين دخل يعقوب بن الليث الصفار طبرستان ، وانهزم الحسن إلى أرض الديلم على ما نذكره في أخبار الدولة الصفارية .
ذكر وفاة الحسن بن زيد وشيء من أخباره وسيرته
كانت وفاته يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة سبعين ومائتين ، فكانت مدة ولايته تسع عشرة وثمانية أشهر وستة أيام - وقيل - واثني عشر يوماً ، وكان مهيباً عظيم الخلق . حكى صاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب عن الصولى : أن الحسن عطس يوماً عطسةً ، وكان رجل يؤذن في المنارة ففزع فسقط منها إلى الأرض فمات . قال : وكان أقوى البغال لا تحمله أكثر من فرسخين ، وكان في آخر عمره

الصفحة 49