كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
يشق بطنه ويخرج منه الشحم ثم يخاط ، وكان جواداً ممدوحاً ، امتدحه رجل فأعطاه عشرة آلاف درهم ، وفيه يقول محمد بن إبراهيم الجرجاني وقد افتصد :
إنما غيب الطبيب شبا . . . المبضع عندي في مهجة الإسلام
سرت الأرض حين صب عليها . . . دم خير الورى وأعلى الأنام
وكان متواضعاً لله عزّ وجل . حكى عنه أنه مدحه شاعر فقال الله فرد وابن زيد فرد ، فرد فقال : بفيك الكثكث يا كذاب لم لا قلت : الله فرد وابن زيد عبد ، ثم نزل عن مكانه وخر ساجد الله تعالى ، وألصق خده بالتراب وحرم ذلك الشاعر . وكان عالماً بالشعر والعربية .
فمدحه شاعر فقال :
لا تقل بشرى ولكن بشريان . . . غرة الداعي ويوم المهرجان فقال : كان الواجب أن تفتح الأبيات بغير لا ، لأن الشاعر المجيد يتخير لأول القصيدة ، ما يعجب السامع ويتبرك به ، ولو ابتدأت بالمصراع الثاني لكان أحسن ، فقال الشاعر : ليس في الدنيا كلمة أجل من لا إله إلا الله وأولها لا ، فقال له الحسن : أصبت ، وأجازه . وأهدي إليه أبو العمر الطبري سهمين في بعض الأعياد عليهما مكتوب :
أهديت للداعي إلى الحق . . . سهمي فتوح الغرب والشرق
زجاهما النصر وريشاهما . . . ريشا جناحي طائر المسبق
أيد هذا للفال بالصدق . . . هما بشيرا دعوة الحق
فسره الفال ، وأعطاه عشرة آلاف درهم . وحكى عنه أنه غني عنده مغن بأبيات الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ، التي أولها :
وأنا الأخضر من يعرفني . . . أخضر الجلدة من بيت العرب
فلما وصل إلى قوله :
برسول الله وابني عمه . . . وبعباس بن عبد المطلب

الصفحة 50