كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 51 """"""
غير البيت فقال : لا بعباس بن عبد المطلب ، فغضب الحسن وقال : يا ابن اللخناء ، أتهجوبني عمنا بين أيدينا ، وتغير ما مدحوا به ؟ ، إن فعلتها مرة ثانية لأجعلنها آخر غنائك .
وكان الحسن شاعراً فمن شعره :
لم نمنع الدنيا لفضل بها . . . ولا لأنا لم نكن أهلها
لكن لنعطي الفوز في جنة . . . ما إن رأى ذو بصر مثلها
هاجرها خير الورى جدنا . . . فكيف نرجو بعده وصلها
وله أشعار مستحسنة تركناها اختصاراً ، وكان كاتبه سعيد بن محمد الطبري . قال : ولما مات قام بالأمر بعده أخوه محمد بن زيد .
ذكر أخبار محمد بن زيد
لما مات الحسن كان أخوه هذا بجرجان ، وكان في مرضه قد أمر صهره محمد بن إبراهيم العلوي - أن يكتب إلى أخيه محمد بن زيد ليسارع بالحضور ، فينتصب في المملكة ، فتباطأ ، فلما توفى الحسن انتصب محمد ابن إبراهيم مكانه ، وتلقب بالقائم بالحق ، فبلغ الخبر محمد بن زيد فسار من جرجان ، فلما قرب هرب محمد بن إبراهيم إلى سالوس ، فأنفد في أثره سرية فأدرك وقتل ، ولبس محمد بن زيد القلنسوة وتلقب بالداعي .
واستقامت له طبرستان وذلك في بقية رجب سنة سبعين ومائتين ، ووصل إلى الري في جموع كثيرة ، فلما كان في سنة اثنتين وسبعين ومائتين في جمادي الأولى ، سار أذكوتكين - صاحب الري - من قزوين إلى الري ، ومعه أربعة آلاف فارس ، وكان مع محمد بن زيد من الديلم والطبرية والخراسانية عالم كثير ، فالتقوا واقتتلوا فانهزم عسكر محمد وتفرقوا ، وقتل منهم ستة آلاف وأسر ألفان ، وغنم أذكوتكين من أموالهم وأثقالهم ودوابهم ما لم يرى مثله .
قال : وجلس إذكوتكين بالمصلى ، ليضرب أعناق الأسرى بين يديه ، فمن عجيب ما اتفق أن ديلميا قدم ليضرب عنقه ، فوثب على السياف واستلب السيف من يده وعلاه به فقتله ومر هارباً فلم يلحق . واذكوتكين ينظر إليه ويضحك ؛ ودخل