كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 52 """"""
اذكوتكين الري وأقام بها ، وأخذ من أهلها مائة ألف دينار ، وفرق عماله على أعمال الري .
وفي سنة خمس وسبعين ومائتين
استولى رافع بن هرثمة - أمير خراسان - على جرجان ، وأزال عنها محمد بن زيد ، فسار محمد إلى استراباد فحصره بها رافع نحو سنتين ، فغلت الأسعار بحيث إنه عدم المأكل ، وبيع وزن درهم ملح بدرهمين فضة ، ففارقها محمد ليلاً في نفر يسير ، فبعث رافع إليه عسكراً فتحاربا ، وسار محمد عن سارية وطبرستان في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين .
ثم سار إلى الديلم فدخل رافع خلفه ، فوصل إلى حدود قزوين ، وعاد إلى الري وأقام إلى سنة تسع وسبعين ، حتى توفي المعتمد على الله ، ودام محمد إلى أن قتل ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر مقتل محمد بن زيد وشيء من أخباره
كان مقتله سنة ثمان وثمانين ومائتين ، وكان سبب قتله أنه اتصل به إسماعيل بن أحمد الساماني - صاحب ما وراء النهر - أسر عمرو بن الليث الصفار - أمير خراسان - فخرج من طبرستان ظناً منه أن إسماعيل الساماني لا يتجاوز عمله ولا يقصد خراسان ، وأنه لا دافع له عن ملك خراسان ، فلما انتهى إلى جرجان أرسل إليه إسماعيل - وقد استولى على خرسان - يقول له : ألا يتجاوز عمله ، ولا يقصد خراسان وترك جرجان له ، فأبى محمد ذلك ، فندب إسماعيل محمد بن هارون ؛ فكان محمد هذا يخلف رافع بن هرثمة أيام ولايته خراسان ، فجمع محمد جمعاً كثيرا من فارس وراجل ، وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان ، واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم محمد بن هارون أولاً ، ثم رجع وقد تفرقت عساكر محمد بن زيد في الطلب ، فلما رأوه قد رجع ولوا هاربين ، وقتل منهم خلق كثير ، وأصاب محمد بن زيد ضربات ، وأسر ابنه زيد وغنم ابن هارون معسكره وما فيه ، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من الجراحات التي أصابته ، فدفن على باب جرجان .

الصفحة 52