كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
وقيل : كانت الوقعة التي جرح فيها يوم الجمعة لخمس ليال خلون من شوال سنة سبع وثمانين ، ومات بعد ذلك بيوم ، وكانت مدة قيامه - بعد وفاة أخيه - نحوا من ثمانية عشر سنة .
وكان أديباً شاعراً فاضلاً حسن السيرة ، قال أبو عمرو الاستراباذي : كنت أورد على محمد بن زيد أخبار العباسيين ، فقلت له : إنهم قد لقبوا أنفسهم ، فإذا ذكرتهم عندك أسميهم أو ألقبهم ؟ فقال : الأمر موسع عليك ، سمهم ولقبهم بأحسن ألقابهم وأسمائهم وأحبها إليهم . قال : وحمل ابنه زيد إلى إسماعيل بن أحمد الساماني - لما أسر - فأكرمه ، وكتب المكتفى كتاباً في حمله إليه فدافع عنه ، وهو القائل :
ولقد تقول عصابة ملعونة . . . غوغاء ما خلقت لغير جهنم
من لم يسب بني النبي محمد . . . ويرى قتالهم فليس بمسلم
عجبا لأمة جدنا يجفوننا . . . وتجيرنا منهم رجال الديلم
ولم يزل عند آل سامان مكرماً إلى أن مات في سنة أربع عشرة وثلاثمائة .
ولما مات محمد بن زيد وأسر ابنه زيد بن محمد ، قام بالأمر ابن ابنه المهدي أبو محمد الحسن بن زيد بن محمد بن زيد ، وخطب له ببلاد الديلم ، وكانت له خطوب وحروب لم نر من دون فيها شيئاً فنورده ، ولا وقفنا على تاريخ وفاته .
قالوا : ثم كانت بين الحسنيين والحسينيين حروب على الإمارة بطبرستان والديلم ، إلى أن استقرت الإمارة في بني الحسين ، وأول من قام منهم : الحسن بن علي الأطروش .
ذكر أخبار الناصر للحق
هو الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويعرف بالأطروش ، كان استيلاؤه على طبرستان في سنة إحدى وثلاثمائة ، وذلك أنه لما قتل محمد ابن زيد استعمل إسماعيل بن أحمد الساماني محمد بن هارون على طبرستان ، وأمره بقتل من وجد من العلوية فهربوا في البلاد ، وكان الحسن بي علي هذا شيخاً من شيوخ الزيدية ، شديد الصحبة لمحمد ابن زيد ، وكان قد دخل خراسان سراً ليدعوا الناس إليه ، فجرت عليه مكاره وحبس ، ثم هرب من السجن وعاد إلى محمد بن زيد ، وشهد معه الحرب الذي قتل فيها ؛ وكان سبب صممه أنه ضرب في حرب مع محمد بن زيد بسيف على رأسه فطرش .