كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 55 """"""
الحسن الأصفهاني : كانوا سبعة آلاف رجل ، وكانت الوقعة في سنة ثلاثمائة ، ودخل الناصر مدينة آمل في جمادي الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة .
ولما دخل طبرستان وملكها فوض أمر الجيش إلى الحسن بن القاسم العلوي ، فاستبد بالأمر واصطنع الرجال ووسع عليهم في العطاء ، وقبض على الناصر وحبسه ، فاستكبر الديلم هذا الفعل ، وحضروا إلى القاسم العلوي وطالبوه بإخراجه إليهم ، ووثب إليه ليلى بن النعمان وأخوه - وهما من أكبر القواد - وقالا له : إن أفرجت عنه الساعة وإلا قتلناك ، فأخرجه لهم وهرب إلى بلاد الجيل ، فأطاعوه فتلقب بالداعي ، فتكلم الناس عند الناصر في أن يرده ويوليه جيشه وعهده ، وكان الناصر قد ولى ليلى بن النعمان الجيش ، فأجاب وعاد الحسن بن القاسم فوفى له الناصر بذلك ، وزوجه بإبنة ولده على بن الناصر ، واستمرت الحال على ذلك إلى أن توفي الناصر ، وكانت وفاته في شعبان سنة أربع وثلاثمائة ، وله من العمر تسع وسبعون سنة ، وكانت مدة مملكته المستقيمة الدائمة إلى حين وفاته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأياما .
وكان الحسن الناصر شاعراً ظريفاً كثير المجون حسن النادرة ، وهو الذي حرر مذهب الزيدية وألف فيه ، وكان يقول : بزر القز ليس بمال ، والديلم ليسوا بعسكر ، أما البزر فلأنه إذا أقبل الربيع صار بعوضاً ، وأما الديلم فلسرعة تنقلهم من عسكر إلى عسكر . وكان يقول لأصحابه : من قتل منكم مقبلاً فهو مؤمن ، ومن قتل منكم مدبراً فهو كافر ، فإذا أتى بجريح جرح مقبلاً نثر عليه الكافور المسحوق ، فيجد راحة ويسكن ألمه ، وإذا أتى بجريح جرح مدبراً نثر عليه ملحاً فيشتد أمره ، فيقول : قد بان لكم أن المؤمن ينتفع بالدواء لإيمانه ، والكافر لا ينتفع به لكفره .
وكان له من الأولاد أبو الحسن علي ، وأبو القاسم جعفر ، وأبو الحسين أحمد . ولما مات الحسن الناصر قام بالأمر بعده .
الحسن بن القاسم الداعي العلوي
وهو ولي العهد ، ولبس القلنسوة ، وكان أول ما بدأ به أن بعث أبا القاسم جعفر وأبا الحسين أحمد - ولدي الناصر - إلى جرجان لا نتزاعها من أيدي الخراسانية ، فلقيهما دونهما دونها إلياس بن محمد ابن اليسع الصفدي - والي جيش خراسان - بموضع يقال له سيماله فلما اصطف الجيشان برزبين الصفين ودعا إلى المبارزة ، فبرز إليه من جيش ولدي الناصر بويه بن فناخسرة - جد عضد الدولة - فقتله وانفض جيش