كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 58 """"""
الحسن على بن كامة ، من قبل ركن الدولة ، فاستظهر عليهما وملك البلاد ، وانصرفا إلى الري فأعاد ركن الدولة بن بوية أبا الحسن على بن كامة في جيش ، وكتب إلى الحسن بن الفيروزان - صاحب جرجان - يأمره بمعاونته ففعل ، وسار إلى طبرستان في بقية سنة سبع وثلاثين ، فرحل الثائر عنها وقصد الجيل ، ثم خرج كرة ثانية ، واتفق مع وشمكير ولم يتم لهما أمر ، ثم خرج ثالثة إلى طبرستان لاجئاً إلى ركن الدولة بن بوية فنصره ، وأقام مدة بها ، ثم عاد إلى بلاد الجيل وملك هرسم ، ولم يخرج منها إلا في سنة خمسين وثلاثمائة ، فإنه صار إلى نواحي أذربيجان زائراً للمرزبان بن مسافر ، وعاد فأقام بهرسم من بلاد الجيل إلى أن توفي بها ، وكانت وفاته في سنة خمسين وثلاثمائة .
وملك بعده جماعة من العلويين بلاد الجيل ، ولم يكن لأحد منهم دولة قائمة في بلد مشهور ، فيعتني بأمرهم وتدون أخبارهم ، وإنما كانوا بتلك الناحية شبه الأعيان والأكابر ، لا كالملوك والخلفاء ، ثم ظهر بعد ذلك أبو عبد الله محمد الحسنى .
ذكر ظهور أبي عبد الله محمد بن الحسين الحسنى المعروف بابن الداعي
قال ابن الأثير : كان ظهوره في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وذلك أنه هرب من بغداد وسار نحو الديلم ، فاجتمع عليه عشرة آلاف رجل ، فهرب ابن الناصر العلوي من بين يديه ، وتلقب ابن الداعي بالمهدي لدين الله ، وعظم شأنه وهزم قائداً من قواد وشمكير .
ثم أظهر النسك والعبادة ولبس الصوف ، وحارب ابن وشمكير فهزمه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وعزم على المسير إلى طبرستان وكتب إلى العراق كتاباً يدعوهم إلى الجهاد ، هذا ما أورده ابن الأثير في خبره ، ولم يذكر خبر وفاته ، إلا أنه لم يتم له أمر ، ولا ظهر لغيره من أهل هذا البيت بعد ذلك بهذه الناحية ذكر ، ولا كانت لهم مملكة في جهة من الجهات ، إلا ما نورده من أخبار العبيديين ، الذين ملكوا المغرب والديار المصرية وغيرها ، وانتسبوا إلى علي بن أبي طالب ونفاهم أكثر الناس - بل عامتهم - عن هذا النسب الشريف ، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى من أخبارهم .

الصفحة 58