كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 60 """"""
وأربعين ومائتين إلى البحرين فادعى بها أنه علي بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله ابن عباس بن علي بن أبي طالب ، ودعا الناس بهجر إلى طاعته ، فاتبعه جماعة كثيرة من أهلها ومن غيرها ، فجرى بين الطائفتين عصبية قتل فيها جماعة .
قال : وكان أهل البحرين قد أخلوه محل نبي ، وجبا الخراج ونفذ فيهم حكمه ، وقاتلوا أصحاب السلطان بسببه ، ثم تنكر له منهم جماعة ، فانتقل عنهم إلى الأحشاء ، ونزل على قوم يقال لهم بنو الشماس من بني سعد بن تميم فأقام فيهم ، وفي صحبته جماعة من البحرين ، منهم يحيى بن محمد الأزرق البحراني ، وسليمان بن جامع - وهو قائد جيشه وكان ينتقل في البادية فذكر عنه أنه قال : أوتيت في تلك الأيام آيات من آيات إمامتي ، ظاهرة للناس ، منها إني لقنت سوراً من القرآن فجرى بها لساني ، في ساعة واحدة وحفظتها في دفعة واحدة ، منها سبحان والكهف وصّ ، ومنها أني فكرت في الموضع الذي أقصده حيث نبت بي البلاد فأظلتني غمامة ، وخوطبت منها فقيل لي : اقصد البصرة ، وقيل عنه إنه قال لأهل البادية إنه يحيى بن عمر أبو الحسين ، المقتول بالكوفة ، فخدع أهلها فأتاه منهم جماعة كثيرة ، فزحف بهم إلى الردم من البحرين ، فكانت بينهم وقعة عظيمة ، وكانت الهزيمة عليه وعلى أصحابه ، قتلوا قتلا ذريعاً فتفرقت الأعراب عنه ، فسار ونزل البصرة من بني ضبيعة ، فاتبعه منهم جماعة منهم على بن أبان المهلبى ، وكان قدومه البصرة في سنة أربع وخمسين ومائتين ، وعاملها يوم ذاك محمد ابن رجاء الحضاري .
فوافق قدومه فتنة أهل البصرة ، بالبلالية والسعدية ، فطمع في إحدى الطائفتين أن تميل إليه ، فأرسل إليهم يدعوهم فلم يجبه من أهل البلد أحد ، وطلبه ابن رجاء فهرب ، فأخذ جماعة ممن كانوا يميلون إليه وحبسهم ، وكان ممن حبس ابنه وابنته وزوجته وجارية له حاملاً منه ، وسار يريد بغداد ومعه من أصحابه محمد بن سلم ،