كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 61 """"""
ويحيى بن محمد ، وسليمان بن جامع ، وبريش القريعي ، فلما صار بالبطيحة نذريه وبأصحابه ، فدخل بغداد فأقام بها حولا ، فانتسب إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد ، فزعم بها أنه ظهر له آيات عرف بها ما في ضمائر أصحابه ، وما يفعله كل واحد منهم ، فاستمال جماعة من أهل بغداد منهم جعفر بن محمد الصوحاني ، ومحمد بن القاسم ، ومشرق ورفيق غلاما يحيى بن عبد الرحمن ، فسمى مشرفاً حمزة وكنّاة أبا أحمد ، وسمي رفيقاً جعفرا وكناه أبا الفضل ، واتفق عزل محمد بن رجاء عن البصرة ، فوثب رؤساء البلالية والسعدية فأخرجوا من كان في الحبس ، فخلص أهله فيهم ، فلما بلغه خلاص أهله رجع إلى البصرة ، وكان رجوعه في شهر رمضان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ومعه علي بن أبان ويحيى بن محمد وسليمان ومشرق ورفيق ، فوافوا البصرة فنزل بقصر القرشي على نهر يعرف بعمود بن المنجم ، وأظهر أنه وكيل لولد الواثق في بيع السباخ . قال : وذكر ريحان ، أحد غلمان الشورجيين وهو أول من صحبه منهم ، قال : كنت موكلا بغلمان مولاي أنقل لهم الدقيق فأخذني أصحابه فصاروا بي إليه ، وأمروني أن أسلم عليه بالإمرة ففعلت ، فسألني عن الموضع الذي جئت منه فأخبرته ، سألني عن أخبار البصرة فقلت لا علم لي ، وسألني عن غلمان الشورجين وعن وأحوالهم وما يجري لهم فأعلمته ، فدعاني إلى ما هو عليه فأجبته ، فقال : إحتل فيمن قدرت عليه من الغلمان فأقبل بهم ، ووعدني أن يقودني على من آتيه به ، واستحلفني ألا أعلم أحداً بموضعه وأن أرجع إليه ، وأخلى سبيلي وعدت إليه من الغد ، وقد أتاه جماعة من غلمان الدباسين ، فكتب في حريرة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة . . . . الآية " ورفعها علما ، وما زال يدعوا غلمان أهل البصرة وهم يقبلون إليه ، للخلاص من الرق والتعب ، حتى اجتمع عنده خلق كثير ، فخطبهم ووعدهم أن يقودهم ويملكهم ، وحلف لهم الأيمان ألا يغدر بهم ولا يخذلهم ، ولا يدع شيئاً من الإحسان إلا أتى به إليهم ، فأتاه مواليهم وبذلوا له عن كل عبد خمسة دنانير ، ليسلم إليه عبده ، فبطح أصحابهم وأمر كل عبد أن يضرب مولاه أو وكيل مولاه خمسمائة شطب ، ثم أطلقهم فمضوا نحو البصرة .
ثم ركب في سفن هناك فعبر دجلاً إلى نهر ميمون ، فأقام هناك والسودان