كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
هلال وأصحابه ، وتبعهم السودان فقتلوا من أصحاب أبي هلال أكثر من ألف وخمسمائة رجل ، وأخذوا منهم أسرى فأمر صاحب الزنج بقتلهم ، ثم أتاه من أخبره أن الزينبي قد أعد له الجند والمتطوعة والبلالية السعدية ، وهم خلق كثير ، وأنهم قد أعدوا الحبال لتكتيف من يأخذونه من السودان ، وأن المقدم عليهم أبو منصور أحد موالي الهاشميين ، فأرسل على بن أبان في مائة أسود ليأتيه بخبرهم ، فلقي طائفة منهم فهزمهم ، وصار من معهم من العبيد إلى علي بن أبان ، وأرسل طائفة أخرى من أصحابه ، إلى موضع فيه ألف وتسعمائة سفينة ومعها من يحفظها ، فلما رأوا الزنج هربوا عنها ، فأخذ الزنج السفن وأتوا صاحبهم بها ، فلما أتوه جلس على نشز من الأرض ، وكان في السفن قوم حجاج وأرادوا أن يسلكوا طريق البصرة ، فناظرهم فصدقوه في قوله ، وقالوا له : لو كان معنا فضل نفقة لأقمنا معك فأطلقهم ، وأرسل طليعة تأتيه بخبر ذلك العسكر فأتاه بخبرهم : أنهم قد أتوا بخلق كثير ، فأمر محمد بن سلم على ابن أبا أن يعقدوا لهم بالنخيل ، وقعد هو على جبل مشرف ، فلم يلبث أن طلعت الأعلام و الرجال ، فأمر الزنج فكبروا وحملوا عليهم ، فحملت الخيول فتراجع الزنج حتى أتوا لجبل ، ثم حملوا فثبتوا لهم ، وقتل من الزنج فتح الحجام ، وصدق الزنج الحملة فأخذوهم بين أيديهم ، وجرح محمد بن سلم ، وحملوا عليه فقتلوا منهم ، وانهزم الناس وذهبوا كل مذهب ، وتبعهم السودان إلى نهر بيان فوقعوا في الوحل ، فقتلهم السودان وغرق كثير منهم ، وأتى الخبر إلى الزنوج بأن لهم كميناً ، فساروا إليه فإذا الكمين في ألف من المغاربة ، فقاتلوهم قتالاً شديداً ، ثم حمل السودان عليهم فقتلوهم أجمعين وأخذوا سلاحهم ، ثم وجه أصحابه فرأوا مائتي سفينة ، فيها دقيق فأخذوه ومتاع فنهبوه ، ونهب المعلى بن أيوب ، ثم سار فرأى مسلحة الزينبي فقاتلوه ، فقاتلهم فقتلهم أجمعين ، وكانوا مائتين ، ثم سار فنهب قرية منذران ، ورأى فيها جمعاً من الزنج ففرقهم على قواده ، ثم سار فلقيه ستمائة فارس مع سليمان ؛ ابن أخي الزيني ، ولم يقاتله فأرسل من ينهب ، فأتوه بغنم وبقر فذبحوا وأكلوا ، وفرق أصحابه في إنتهاب ما هناك . ثم سار صاحب الزنج يريد البصرة ، حتى إذا قابل النهر المعروف بالرياحي ، أتاه قوم من السودان ، فأعلموه أنهم رأوا في الرياحي بارقة ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى تنادى السودان : السلاح السلاح فأمر علي بن أبان بالعبور إليهم ، فعبر في ثلاثمائة

الصفحة 63