كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
ثم أوقع صاحب الزنج بسعيد ، وذلك أنه سير إلى سعيد جيشاً ، فأوقعوا به ليلاً وأصابوا مقتلة من أصحاب سعيد ، فقتلوا خلقاً كثيراً وأحرقوا عسكره ، فأمر بالمسير إلى باب الخليفة ، وترك بغراج بالبصرة ، فسار سعيد من البصرة وأقام بها بغراج يحمي أهلها ، فرد السلطان أمرها إلى منصور بن جعفر الخياط بعد سعيد ، فجمع منصور الشذا وسار نحو صاحب الزنج ، فكمن له صاحب الزنج كميناً ، فلما أقبل خرجوا عليه فقتلوا في أصحابه مقتلة عظيمة ، وغرق منهم خلق كثير ، فلم يقابله منصور بعد ذلك .
ذكر انهزام الزنج بالأهواز
قال : وفي سنة سبع وخمسين ومائتين أرسل صاحب الزنج جيشاً مع علي بن أبان ليقطع قنطرة أربك ، فلقيهم إبراهيم بن سيما منصرفاً من فارس ، فأوقع بهم وهزمهم وقتل منهم وجرح علي بن أبان ، ثم سار إبراهيم قاصداً نهر جبي ، وأمر كاتبه شاهين بن بسطام بالمسير على طريق آخر ، ليوافيه بنهر جبي بعد الوقعة ، وكان على ابن أبان قد سار من الوقعة فنزل الخيزرانية ، فأتاه رجل فأخبره بإقبال شاهين إليه ، فسار نحوه فالتقيا وقت العصر بموضع بين جبي ونهر موسى ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ثم صدمهم الزنج صدمة صادقة فهزموهم ، وقتلوا شاهين وابن عم له وخلقا كثيراً ، فلما فرغ الزنج منهم أتاهم الخبر بقرب إبراهيم بن سيما منهم ، فسار علي نحوه فوافاه وقت العشاء الآخرة ، فأوقع بإبراهيم وقعة شديدة قتل فيها جمعاً كثيراً ، قال علي بن أبان : وكان أصحابي قد تفرقوا بعد الوقعة مع شاهين ، ولم يشهد معي حرب إبراهيم غير خمسين رجلاً ، ثم انصرف علي بن أبان إلى جبي .
ذكر أخذ الزنج البصرة وتخريبها
قال : وفي شوال سنة سبع وخمسين ومائتين جمع صاحب الزنج أصحابه لدخول البصرة ، وتخريبها لضعف أهلها وتفرقهم ، وكان منصور الخياط قد أمسك عن

الصفحة 67