كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 69 """"""
لإبقائه على أهلها ، فهرب الناس على وجوههم ، وصرف صاحب الزنج جيشه عن البصرة .
قال : ولما أخرب البصرة انتمى إلى زيد لمصير جماعة من العلويين إليه ، وترك الانتساب إلى عيسى بن زيد ، وانتسب إلى يحيى بن زيد ، قال القاسم بن الحسن النوفلي : كذب ، ابن يحيى لم يعقب غيره بنت ماتت وهي ترضع .
ذكر مسير المولد لحرب صاحب الزنج وانتصار صاحب الزنج
وفي ذي القعدة من السنة أمر المعتمد على الله المولد بالسير إلى البصرة لحرب الزنج ، فسار فنزل الأبلة فسير صاحب الزنج يحيى ابن محمد لحربه ، فسار إليه فقاتله عشرة أيام ، ثم وطن المولد نفسه على المقام ، فكتب صاحب الزنج إلى يحيى بأمره بتبييت المولد ، وسير إليه أبا الليث الأصفهاني فبيته ، ونهض المولد فقاتله تلك الليلة ومن الغد إلى العصر ، ثم انهزم عند ودخل الزنج عسكره فغنموا ما فيه ، واتبعه يحيى إلى الجامدة فأوقع بأهلها ، ونهب تلك القرى وسفك ما قدر عليه من الدماء ، ثم رجع إلى نهر معقل .
ذكر الحرب بين منصور الخياط والزنج وقتل منصور
قال : وفي سنة ثمان وخمسين ومائتين قتل منصور بن جعفر الخياط ، وسبب ذلك أن صاحب الزنج لما فرغ من أمر البصرة أمر علي بن أبان بالمسير إلى جبى ، لحرب منصور بن جعفر وهو يومئذ يلي الأهواز ، فأقام بإزائه شهراً وكان منصور في قلة من الرجال ، ثم وجه صاحب الزنج جلة أصحابه مع أبي الليث الأصفهاني ، وأمره بطاعة علي بن أبان فلما صار إليه خالفه واستبد ، وجاء منصور كما يجيء للحرب ، فتقدم إليه أبو الليث عن غير إذن علي ، فظفر به منصور وقتل من الزنج خلقاً كثيراً ، وأفلت أبو الليث ورجع إلى صاحب الزنج ، ثم إن علي بن أبان وجه